الخميس, 18 سبتمبر 2025 10:35 PM

تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل: هل تتجه الأمور نحو مواجهة عسكرية؟

تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل: هل تتجه الأمور نحو مواجهة عسكرية؟

يشهد السجال بين أنقرة وتل أبيب تصعيداً ملحوظاً في الساعات الأخيرة، حيث تبادلت الدولتان تصريحات حادة اللهجة. ففي القمة العربية الإسلامية في الدوحة، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل لمحاسبتها على ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين". وشدد إردوغان على أن عدم فرض عقوبات سيشجع إسرائيل على مواصلة هجماتها.

وفي تعليقات نقلتها وسائل الإعلام التركية، بدا أن إردوغان يسعى إلى تمييز نفسه عن غيره من الزعماء بدعوته الصريحة إلى فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، على الرغم من استمرار تركيا في تجارتها معها بشكل مباشر أو غير مباشر. واعتبر معلقون أتراك أن خطاب إردوغان ودعوته للعقوبات موجهة بالأساس إلى الدول العربية الثرية، معربين عن شكوكهم في استجابة هذه الدول.

وخلال عودته من قطر، أكد إردوغان للصحافيين المرافقين له أن تركيا ستواصل معركتها الدبلوماسية ضد إسرائيل في جميع المجالات، معتبراً أن "سيناريو أرض الميعاد" الإسرائيلي لا مشروعية له، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود "شبكة إجرام" تماثل نظام هتلر، محذراً من أن مصيره سيكون كمصير هتلر. كما وصف الصهيونية بأنها "أيديولوجيا خطيرة مرتبطة بالفاشية والإرهاب".

في المقابل، رد نتنياهو على تصريحات سابقة لإردوغان حول القدس، والتي قال فيها عام 2020 إن "القدس مدينتنا وهي مدينة خاصة بنا"، وإن "المسجد الأقصى وقبة الصخرة رموز مقدسة بالنسبة إلى العالم الإسلامي، والقدس مدينة عاش فيها الفلسطينيون منذ آلاف السنين". وروى نتنياهو في مقابلة تلفزيونية كيف استضاف رئيس الوزراء التركي آنذاك مسعود يلماز عام 1998، وكيف عرض عليه قطعاً أثرية عثمانية مقابل قطعة أثرية حجرية تحمل اسم الملك حزقيا، لكن يلماز رفض العرض.

وأضاف نتنياهو: "الآن، بعد 2000 عام، استعدنا مدينتنا، واستعدنا استقلالنا، وأسسنا دولة ذات سيادة، وجيشاً"، موجهاً كلامه إلى إردوغان: "هذه مدينتنا يا سيد إردوغان. ليست مدينتك. بل مدينتنا، وستبقى مدينتنا إلى الأبد ولن تتقسم مرة أخرى".

ورد المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" عمر تشيليك على تصريحات نتنياهو، معتبراً أنها "هذيان وتهديد للبشرية"، وأن ادعاء نتنياهو بملكية القدس "يشكل جريمة إبادة جديدة في حق الإنسانية".

وفي سياق متصل، يتصاعد الجدل في تركيا حول احتمال استهدافها بعد قطر. ووفقاً لعبد القادر سيلفي، فإن "تركيا في عين العاصفة الآن، وإسرائيل تعد لاستهدافها". لكنه أكد أن تركيا "لا تشبه أي دولة أخرى، وإذا شعرت بتهديد جدي، فلن تنتظر، وستبدأ هي بضرب إسرائيل".

وختم سيلفي بالقول إن "إسرائيل، بالتعاون مع جماعة فتح الله غولين، تحاول جر تركيا إلى فخ وبدء الحرب معها الآن".

مشاركة المقال: