الجمعة, 19 سبتمبر 2025 07:14 PM

السعودية وباكستان نحو تحالف استراتيجي وموسكو تستعد لقمة عربية روسية في ظل تحولات إقليمية

السعودية وباكستان نحو تحالف استراتيجي وموسكو تستعد لقمة عربية روسية في ظل تحولات إقليمية

رامي الشاعر

في خطوة مفاجئة، أبرمت السعودية وباكستان اتفاقية "الدفاع الاستراتيجي المشترك" يوم الأربعاء الماضي، مما أثار تكهنات وتحليلات حول سعي المملكة لتشكيل "مظلة ردع نووي" بالاعتماد على القدرات العسكرية لإسلام أباد.

يأتي هذا التطور بعد القمة العربية الإسلامية التي أوصت بإعادة تقييم معاهدات السلام الموقعة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، ووقف أي إجراءات تطبيعية مع الكيان الإسرائيلي من قبل بعض دول الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي.

كما يأتي بعد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع المشترك بمجلس التعاون الخليجي، الذي أدان بشدة العدوان الإسرائيلي على الدوحة، معتبراً إياه تصعيداً خطيراً ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأصدر المجلس قراراً بزيادة تبادل المعلومات الاستخبارية وتسريع عمل فريق الإنذار المبكر ضد الصواريخ الباليستية، وتحديث الخطط الدفاعية المشتركة، وتنفيذ مناورات مشتركة بين مراكز العمليات الجوية والدفاع الجوي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

القمة الروسية العربية المزمع عقدها في 15 أكتوبر تأتي في هذا التوقيت الحساس، بعد مؤتمر "حل الدولتين" المتوقع على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تعتزم أغلبية الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في مقابل إعلانات إسرائيلية عن "إجراءات أحادية" لضم الضفة الغربية، الأمر الذي هددت الإمارات بمواجهته بسحب السفير أو خفض مستوى العلاقات.

أولاً، يجب إدراك أن اتفاقية "الدفاع الاستراتيجي المشترك"، التي تعتبر الاعتداء على أي من البلدين اعتداء على كليهما، ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج شراكة تاريخية وتفكير عميق بشأن مستقبل المنطقة.

فالولايات المتحدة أثبتت عدم موثوقيتها في الدفاع عن دول الخليج، والغرب أظهر ازدواجية المعايير في الصراع الأوكراني، وتدهوراً في المؤسسات الغربية بسبب الانصياع للوبي الإسرائيلي وتصدير الرواية اليمينية المتطرفة لحكومة بنيامين نتنياهو، واتهام كل من يعارض الإبادة الجماعية في غزة أو أي عدوان إسرائيلي بـ "معاداة السامية".

ثانياً، موقف موسكو ثابت وواضح بشأن القضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط.

ثالثاً، لا تسعى روسيا من خلال قمتها العربية الروسية إلى التأثير على سياسات الدول العربية، لأنها تحترم سيادة هذه الدول.

لكن العالم يتغير بسرعة، مما يتطلب من الدول اتخاذ قرارات مصيرية في وقت حرج، لهذا تأتي مبادرة الرئيس بوتين للقاء القادة العرب في موسكو لمناقشة مستقبل المنطقة، خاصة في ظل توجه روسيا نحو الصين وآسيا الوسطى وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

المرحلة الحساسة التي يمر بها العالم تتطلب لقاءات لتوضيح الرؤى والخيارات لمواجهة التحديات، فالتعاون بين روسيا والعالم العربي له جذور تاريخية، والتبادل التجاري والوضع الجيوسياسي يلعبان دوراً في الأمن القومي لروسيا والعالم العربي.

أغلبية الدول العربية تؤيد جهود الصين وروسيا والهند ومنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة "بريكس" نحو عالم متعدد الأقطاب، مما سيؤثر على العالم العربي والشرق الأوسط.

أوهام السيطرة الأحادية، التي تستند إليها إسرائيل، إلى زوال، مما سيعزز الأمن والاستقرار ويدفع نحو عدالة النظام الاقتصادي والمالي.

فكرة تشكيل حلف عسكري عربي/إسلامي على غرار "الناتو" تأتي كرد فعل على تهديدات إسرائيل، ومواقف الدول العربية وشعوبها مبنية على الرغبة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة.

مرة أخرى، روسيا لا تسعى لبناء تحالفات أمنية، وإنما تسعى إلى إعادة هيبة الأمم المتحدة واحترام ميثاقها وقراراتها.

ما نأمله خلال القمة الروسية العربية هو إعادة تشكيل مجلس الأمن الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لتمثيل التوازنات الحقيقية للمجتمع الدولي، وربما إعادة النظر في حق النقض "الفيتو" ومسوغات استخدامه.

هذا من شأنه أن يعيد للأمم المتحدة اعتبارها وهيبتها في حل المشكلات الدولية وضمان الأمن والسلام العالميين.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: