الأحد, 21 سبتمبر 2025 04:05 AM

من ناشطة حقوقية إلى وزيرة التربية: تحديات التعليم في سوريا ما بعد الأزمة

من ناشطة حقوقية إلى وزيرة التربية: تحديات التعليم في سوريا ما بعد الأزمة

في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، وبعد سنوات عصيبة شهدت الموت والتهجير واليتم والفقر، يبقى رهان العائلات السورية على أبنائها. ورغم كل الصعاب، هناك إصرار على تعليم الأبناء والتضحية من أجلهم. فالتعليم يمثل أولوية قصوى لدى السوريين، ونجاح الأبناء يبلسم جراح الأهل.

في الأشهر الأولى بعد التحرير وسقوط نظام الأسد، اتجهت الأنظار نحو وزارة التربية، مع تساؤلات حول استكمال العام الدراسي، وتغيير التعليم، وملاءمة المناهج للمجتمع السوري، وسير امتحانات الشهادات، وترميم المدارس المدمرة. تساؤلات عديدة طرحها الناس، وما زالوا يطرحونها. فما هو الواقع؟ وماذا أنجزت الوزارة؟

لقد حققت الوزارة الثبات والاستمرار في العملية التعليمية خلال عام كان من أصعب الأعوام على سوريا. بقيت المدارس مفتوحة، واستمر المعلمون والكوادر في عملهم، وحافظت الوزارة على المناهج دون تعديل جوهري. لكن العجلة تباطأت، وفي نظر البعض، انحرفت قليلاً عن المسار.

تباطؤ الإنجاز تجلى في التأخر المتكرر في الامتحانات، وتأخير صدور النتائج والاعتراضات عليها، وتأخير معدلات القبول والتكليفات والتنقلات. كما انتشرت شائعات حول تسريب الامتحانات والتلاعب بالاعتراضات مقابل مبالغ مالية، وهي شائعات تقع على عاتق السيد الوزير والوزارة للتحقق منها.

أثيرت أيضاً أقاويل حول تغيير في سياسة التعليم يتضمن زيادة حصص مادة الديانة إلى أربع حصص أسبوعياً، وهي أيضاً برسم السيد الوزير والوزارة. بالإضافة إلى ذلك، قصرت بعض الكوادر في تقييم الحالات الخاصة في امتحانات الشهادات، وتجاهلوا الملفات الطبية الموثقة للطلاب، مكتفين بطلب كتابة الاسم على الورقة، في استهانة بالعلم ومستقبل الأبناء.

هذه المشكلات تمثل دعوة للسيد الوزير لإجراء حوار علني حول واقع التعليم في سوريا ورؤية وزارة التربية، بمشاركة قيادات المجتمع المدني والمختصين في الوزارة والأكاديميين، لتحديد الفجوات ووضع المقترحات. فالكاتبة، التي كانت معلمة في مدارس سوريا قبل أن يطردها نظام البعث، ما زالت تحلم بتطوير التعليم وإسعاد التلاميذ، وتستمد طاقتها من هذه الرسالة.

(موقع اخبار سوريا الوطن-2)

مشاركة المقال: