الأحد, 21 سبتمبر 2025 12:42 PM

حملة "ريفنا بيستاهل" تتجاوز التوقعات وتجمع تبرعات بقيمة 76 مليون دولار لدعم ريف دمشق

حملة "ريفنا بيستاهل" تتجاوز التوقعات وتجمع تبرعات بقيمة 76 مليون دولار لدعم ريف دمشق

تجاوزت قيمة التبرعات التي جمعتها حملة "ريفنا بيستاهل" 76 مليون دولار أمريكي، وذلك خلال فعالية حضرها مسؤولون وشخصيات بارزة من داخل محافظة ريف دمشق وخارجها. تم تنظيم الفعالية بالتعاون بين محافظة ريف دمشق ووزارة الثقافة.

شهدت الفعالية التي أقيمت يوم السبت 20 أيلول حضور عدد من الناشطين والمؤثرين في ريف دمشق، بالإضافة إلى تجار ورجال أعمال، ومحافظ ريف دمشق محمد عامر الشيخ، ووزراء الثقافة والتربية والإدارة المحلية، وسفيرا تركيا وقطر في سوريا، وقائد الأمن الداخلي في ريف دمشق أحمد الدالاتي، وقائد الأمن الداخلي في السويداء عبد الرحمن الطحان.

تنوعت التبرعات بين مساهمات محلية تستهدف تطوير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس في مختلف مناطق المحافظة، وتبرعات عربية من السعودية والأردن والكويت وقطر وتركيا.

مساهمات

أعلنت وزارة الإدارة المحلية عن نيتها تقديم منحة بقيمة مليون دولار لكل بلدية في ريف دمشق لتغطية احتياجاتها. كما شاركت منظمات المجتمع المدني في عملية التبرع، مثل منظمة "سامز" الأمريكية التي تبرعت بمبلغ مليون ونصف دولار، في حين قدم فريق ملهم التطوعي تعهدًا بقيمة مليوني دولار أمريكي.

يطمح محافظ ريف دمشق محمد عامر الشيخ في أن تساهم حملة "ريفنا بيستاهل" في معالجة معظم المشكلات التي تواجه المحافظة، وخاصة تلك المتعلقة بالخدمات. ووفقًا للمحافظ، تتوجه جهود الفعالية نحو قطاعات التنمية الخدمية، مثل التربية والتعليم والخدمات.

وصف الشيخ المساهمات التي وصلت إليها الحملة، والتي بلغت 76 مليون دولار، بأنها "تاريخية"، معربًا عن شكره للمتبرعين على دعمهم لمشاريع المحافظة. تلقى الشيخ اتصالًا من الرئيس أحمد الشرع، هنأه فيه بنجاح حملة "ريفنا بيستاهل" وأشاد بأبناء ريف دمشق وعطائهم، وأضاف أن الرئيس السوري وعد بزيارة قريبة لريف دمشق.

أشار وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح إلى أن الحملة تستند إلى نواة ثقافية تهدف إلى تعريف الناس بريف دمشق والأرياف عمومًا باعتبارها ركيزة للثورة السورية. بينما يرى السفير التركي برهان كور أوغلو، في تصريح نقلته (سانا)، أن حملة "ريفنا بيستاهل" تمثل فرصة لإعادة بناء ما دمره النظام السابق. ونقلت الوكالة عن قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق أحمد الدالاتي قوله إن القيمة المادية جيدة، لكن الأهم هو التكاتف والتعاون، مشيرًا إلى أن الريف الدمشقي قدم العديد من الشهداء والتضحيات.

وصف مدير إدارة الشؤون السياسية في سوريا ياسر أبو كحالة، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، الحملة بأنها ليست مجرد دعم، بل "اعتراف متأخر بمن يستحقون كل شيء"، مشيرًا إلى أهالي محافظة ريف دمشق الذين "استهدف أبناؤهم، وهدمت بيوتهم، ولم يبيعوا القضية رغم الجراح".

بنية تحتية متهالكة

أوضح المتحدث باسم حملة "ريفنا بيستاهل" براء عبد الرحمن لعنب بلدي أن هذه الحملة مكملة للحملات التي أطلقت في المحافظات السورية سابقًا، مثل "أبشري حوران" و"دير العز". وأشار إلى أن البنية التحتية الخاصة بالاقتصاد السوري متهالكة، مما يجعل إطلاق مشاريع لإعادة تأهيل هذه البنية أمرًا ضروريًا، خاصة في المناطق المدمرة بشكل شبه كامل.

أكد براء عبد الرحمن أن الحملة تركز على إعادة تأهيل مناطق ريف دمشق التي تضررت، مثل الغوطة الشرقية ومنطقة داريا في الريف الغربي، بالإضافة إلى مناطق القلمون والزبداني ومضايا. وتهدف الحملة إلى تأهيل وبناء وحدات سكنية، وتزفيت الطرقات، وتأهيل وحدات المياه، وتركيب بعض محولات الكهرباء، وترميم المستشفيات والمؤسسات الحكومية في ريف دمشق.

وتوقع عبد الرحمن الإعلان عن المزيد من المشاريع الخدمية خلال فترات زمنية محددة من قبل محافظة ريف دمشق، وذلك بعد الانتهاء من حملة "ريفنا بيستاهل". وذكر عبد الرحمن أن الحملة تتم بالتنسيق مع المجتمع المحلي كعضو مشارك في الحملة، وبالتعاون مع ناشطين محليين، وبالتنسيق مع مديرية الإعلام في ريف دمشق، ومع المجالس المحلية في مناطق المحافظة.

أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) تقريرًا في 29 آب الماضي حول عودة السوريين العائدين من الخارج لديارهم، أو من المحافظات الداخلية. ووفقًا للتقرير، عاد 843,994 لاجئًا من الدول المجاورة منذ 8 كانون الأول 2024، ليبلغ مجموع العائدين منذ بداية العام الماضي 1,204,864 شخصًا. أما النازحون داخليًا فبلغ عدد العائدين منهم 1.7 مليون شخص، حسبما ورد في التقرير.

في 16 آذار 2019، أصدر معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) أطلسًا كشف فيه عن حجم الدمار الذي خلفته الأعمال العسكرية في سوريا، بناءً على تحليل صور الأقمار الصناعية، وعرض خرائط تبين توزع الدمار وكثافته في 16 مدينة ومنطقة سورية، من بينها المناطق المحيطة بالعاصمة والغوطة الشرقية والغربية.

توزع الدمار في المناطق المحيطة بالعاصمة، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب:

  • في منطقة الغوطة الشرقية، بلغ عدد المباني المدمرة كليًا 9353 مبنى، بالإضافة إلى 13661 مبنى مدمرًا بشكل بالغ، و11122 مبنى مدمرًا بشكل جزئي، حيث بلغ مجموع المباني المتضررة 34136.
  • في منطقة مخيم اليرموك والحجر الأسود، جنوبي دمشق، 2109 مبانٍ مدمرة كليًا، و1765 مبنى مدمرًا بشكل بالغ، و1615 بشكل جزئي، ليكون مجموع المباني المتضررة 5489.
  • في مدينة الزبداني بريف دمشق، يوجد 659 مبنى مدمرًا كليًا، و1251 مدمرًا بشكل بالغ، و1454 بشكل جزئي، حيث بلغ مجموع المباني المتضررة 3364.
مشاركة المقال: