الإثنين, 22 سبتمبر 2025 01:14 PM

قمة غزة: تساؤلات حول الموقف العربي وتضامن العالم

قمة غزة: تساؤلات حول الموقف العربي وتضامن العالم

في خضم الاستعدادات المتسارعة للقمة العربية الإسلامية وأثناء انعقادها، تراءى للمتفائلين من العرب أن هذه القمة ستكون فاتحة لصحوة عربية إسلامية حقيقية، وأنها لن تكون مجرد قمة عابرة كغيرها، تلك القمم التي وصفها الراحل مظفر النواب بكلمات لاذعة تعكس واقعها المرير. يمكن للجميع العودة إلى قصيدته الشهيرة التي يرثي فيها حال القمم العربية، بالإضافة إلى هجائه اللاذع للحكام العرب دون استثناء.

لكن ما أسفرت عنه هذه القمة لم يتجاوز الإدانات الشفهية، التي وصفتها سابقاً بأنها "عطسة في ريح قوية". فبعد انتهاء هذه القمة الطارئة، ازداد سعار حاكم الكيان الصهيوني المصاب بداء الكَلَبْ، وتصاعدت وتيرة همجيته ووحشيته وبطشه في غزة والضفة الغربية. وعاد العرب إلى موقف المتفرج وكأن شيئاً لم يحدث.

في المقابل، تشهد أنحاء متفرقة من العالم، وخاصة في أوروبا، مظاهرات حاشدة تضامناً مع غزة. وهنا يثور التساؤل: ما سبب هذا الخنوع والاستسلام من الجانب العربي؟ وأين المروءة والنخوة والشهامة التي يفترض أن تدفعهم لنجدة أهلهم الذين يسبحون في دمائهم، ويموتون تحت الأنقاض؟ بينما يهب الأوربيون للمخاطرة بحياتهم ويأتون على متن السفن والزوارق من مختلف البلدان الأوروبية لتقديم العون والإغاثة لأهل غزة، على الرغم من أننا لا نجمعهم لغة واحدة ولا دين واحد ولا تاريخ مشترك ولا آمال وآلام مشتركة. بل على العكس، يأتون من بلاد (الغزو الصليبي).

إن أسطول الصمود هذا، الذي يضم متطوعين من أوروبا وأمريكا اللآتينية، يجسد بحق (وحدة الضمير الإنساني). ففي الوقت الذي صمتت فيه دول كبرى وتواطأت حكومات أخرى، خرجت الشعوب الأوروبية بعشرات الآلاف في لندن وباريس وواشنطن وفي عواصم أوروبية أخرى للتضامن مع غزة والتنديد بجرائم مجرم الحرب حاكم الكيان الصهيوني.

إن هذه المبادرة الجريئة والشجاعة من قبل نشطاء من مختلف البلدان، من صحافيين وأطباء وأكاديميين، الذين جاؤوا لكسر الحصار عن غزة، وليقولوا للعرب ولكل من يدعم الكيان الصهيوني: غزة ليست وحدها. فإن تخلى أهلها عنها، فنحن الأحرار من هذا العالم لن نتخلى عن غزة، التي تحولت إلى أيقونة عالمية للحرية. إن فلسطين الآن مرآة تعكس ليس فقط صراع الفلسطينين مع قوات الاحتلال الصهيونية فحسب، بل فلسطين هي أيضاً موقف العالم من الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.

اليوم، لم تعد فلسطين وغزة قضية تخص أو تهم الفلسطينين، أو قضية عربية، أو قضية إقليمية، بل هي قضية الإنسانية جمعاء، كونها تمتحن مصداقية القيم والأخلاق التي يدعيها العالم الحر: الحرية والعدالة والكرامة وحقوق الإنسان. ستبقى فلسطين جرحاً مفتوحاً في الضمير العربي والعالمي، حتى يتم تحريرها من رجس الصهاينة.

(موقع أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: