الإثنين, 22 سبتمبر 2025 06:06 PM

من الألم إلى الإبداع: قصة فرح السورية ورحلتها من شاطئ البحر إلى عالم الفن التشكيلي

من الألم إلى الإبداع: قصة فرح السورية ورحلتها من شاطئ البحر إلى عالم الفن التشكيلي

اللاذقية-سانا: لم تدرك الشابة السورية فرح أحمد أن شاطئ البحر سيكون نقطة تحول في حياتها، وبداية رحلة جديدة في عالم الفن التشكيلي، وذلك على الرغم من التحديات الصحية التي واجهتها واضطرتها لترك دراسة الصيدلة في سنتها الثالثة. لقد كان البحر ملاذها الذي خفف من ضغوطها النفسية، ومنه استلهمت أولى خطواتها، ليصبح الفن وسيلتها للتعبير عن ذاتها وتحويل الألم إلى إبداعات فنية.

إرادة تتحدى المرض

على الرغم من معاناة فرح من أمراض مزمنة متعددة، مثل داء ويلسون، والذئبة الحمامية الجهازية، ومتلازمة أضداد الفوسفوليبيدات، بالإضافة إلى قصور وأدينوما نخامية، إلا أنها لم تستسلم. وأكدت فرح في حديث لـ سانا أنها بدأت بالرسم بلوحات بسيطة باستخدام الرصاص وأقلام التلوين، وكانت أولى رسوماتها مستوحاة من الطبيعة، وخاصة البحر.

وأشارت فرح إلى أن التشجيع الذي تلقته من عائلتها وأصدقائها ساهم في تطوير أدواتها وأفكارها، وأصبحت كل قطعة فنية تنجزها تحكي قصة مختلفة بلمسة جمالية خاصة، ما ميزها في هذا المجال. وأضافت أنها وجدت في الفن مساحة للراحة وحافزاً للتغلب على الألم والإرهاق الجسدي.

التسويق عبر وسائل التواصل

أوضحت فرح أنها أنشأت صفحة خاصة على موقع “فيسبوك” لتسويق أعمالها، والتي تتضمن مجموعة متنوعة من اللوحات، وفواصل الكتب، والميداليات، وعلب الهدايا، وغيرها من القطع الفنية.

وتأمل فرح أن يصل مشروعها الفني إلى أوسع شريحة من الجمهور، وأن تساهم مبيعاتها في تغطية جزء من تكاليف علاجها. كما وجهت رسالة إلى أصحاب الأمراض المزمنة بأن لا يستسلموا لليأس، وأن يتمسكوا بالإيمان والبحث عن نقاط قوتهم للإبداع والتميز.

دعم العائلة

من جهتها، أكدت صفية حيدر، والدة فرح، حرصها الدائم على دعم ابنتها وتشجيعها على التحلي بالقوة، مشيرة إلى فخرها وسعادتها برؤية فرح تتجاوز الألم والمعاناة، وتخطو فصلاً جديداً في حياتها عنوانه التميز والأمل.

وترى والدة فرح أن قصة ابنتها هي رسالة بأن من يمتلك الإرادة والعزيمة قادر على العمل، مؤكدة أن ذلك عزز ثقة فرح بنفسها، موضحة أنها مرت بمراحل علاج طويلة حتى وصلت لحالة استقرار حالياً مع المتابعة الطبية بشكل دائم.

مشاركة المقال: