الإثنين, 22 سبتمبر 2025 07:07 PM

تزايد الغضب الدولي: إسرائيل تفقد الدعم حتى بين اليهود بسبب حرب غزة

تزايد الغضب الدولي: إسرائيل تفقد الدعم حتى بين اليهود بسبب حرب غزة

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تنامي الاستياء الدولي من سياسات إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة، مؤكدة أن تل أبيب لم تعد تواجه عزلة على مستوى الحكومات فحسب، بل خسرت أيضاً تأييد شرائح واسعة من الرأي العام العالمي، بما في ذلك أصوات يهودية بارزة ترفض ربط هويتها بالدولة العبرية.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن الرئيس إسحاق هرتسوغ قوله عقب عودته من زيارة إلى بريطانيا إن دولة إسرائيل لم تشهد مثل هذا العداء في تاريخها، مضيفاً أن الوضع الدبلوماسي لتل أبيب على الساحة الدولية هو الأسوأ منذ عقود.

وأشار تقرير للقناة إلى أن مواقف قادة غربيين بارزين عكست حجم التغير في المزاج الدولي تجاه إسرائيل، حيث أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الهجمات الإسرائيلية، بينما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رفع ما وصفه بالحصار الإنساني المرفوض تماماً في غزة.

وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن الائتلاف الحاكم في برلين متفق على رفض أفعال إسرائيل، في إشارة إلى تراجع الدعم التقليدي الذي كانت تحظى به تل أبيب في أوروبا.

واعتبر التقرير أن إسرائيل، التي نالت دعماً غير مسبوق قبل عامين، أصبحت اليوم مدعومة بالكاد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي شدد رغم ذلك على ضرورة أن تكون تل أبيب أكثر حذراً، مشيداً في الوقت نفسه بقطر كحليف إستراتيجي لبلاده.

وفي السياق ذاته، حذر السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا جيرمي إيساخاروف من أن وضع إسرائيل يتدهور بشكل متسارع، مشيراً إلى صعوبة مواجهة هذا التراجع على مختلف الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية.

وأكد رئيس صندوق البنى التحتية “ألوما” أوري يوغيف أن الاقتصاد الإسرائيلي تأثر بشدة نتيجة صورة إسرائيل في الخارج، محذراً من أن استمرار الغموض الحالي سيدفع العالم إلى الابتعاد أكثر عن تل أبيب.

ونبه التقرير إلى خطوة لافتة اتخذتها المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي، بتقديم مقترح لتجميد التسهيلات التجارية مع إسرائيل، وهو ما وصفه التقرير بأنه يعادل إخراجها من أوروبا اقتصادياً، محذراً من ضربة شبه قاضية قد تطال الاقتصاد الإسرائيلي إذا تم اعتماد القرار.

وأوضح إيساخاروف أن الاتحاد الأوروبي يمثل الشريك التجاري الأهم لتل أبيب باستثمارات تتجاوز 70 مليار يورو سنوياً، بينما اعتبر يوغيف أن فقدان هذه الشراكة سيدفع إسرائيل إلى ركود اقتصادي وغلاء معيشة وفوائد مرتفعة.

وعلى الصعيد الأمني، رأى رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف أن التحول في الرأي العام الدولي لا يقل خطورة عن التحديات العسكرية، مؤكداً أن انعكاساته تطال الاقتصاد والأوساط الأكاديمية ومجالات حيوية أخرى، مما يجعل ثمن الحرب غير محتمل بالنسبة لإسرائيل.

بدوره، أشار خبير العلاقات العامة والإعلام راني راهاف إلى أن المقاطعة التي بدأت في باريس ووصلت هولندا ستؤثر مباشرة على جيوب الإسرائيليين، محذراً من تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية.

ولفت مقدم أحد البرامج الإسرائيلية إلى أن أصواتاً يهودية عالمية انضمت إلى دائرة المنتقدين لإسرائيل، عارضاً تصريحات لمشاهير يهود يرفضون الربط بينهم وبين الدولة العبرية.

فقد شددت الممثلة هانا إينبيندر، الفائزة بجائزة “إيمي”، على أن واجبها كيهودية يفرض عليها الفصل بين اليهودية ودولة إسرائيل، بينما دعا الممثل ماندي باتينكين اليهود حول العالم إلى مراجعة ضمائرهم والتفكر في أنهم تحولوا من ضحايا للاضطهاد إلى من يمارسونه بحق الآخرين.

وختم المذيع بالقول إن إسرائيل باتت في وضع لم تخسر فيه الدعم الدولي فحسب، بل خسرت حتى جزءاً من اليهود الذين كانوا يعتبرونها ممثلاً لهويتهم.

مشاركة المقال: