على طريق مصياف – حيالين- القدموس، يعرض فلاحون سلال التين "الهبّول"، التي تجسد منظراً جميلاً وجودة عالية وطريقة تحضير متوارثة. هذه القرى، ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها، تفتقر لمشاريع التنمية في مجالات الاقتصاد والزراعة والسياحة، وتعاني نقصاً في الخدمات الأساسية.
"هبّول التين"، أكلة شعبية معروفة في المنطقة، تصنع من التين المجفف وتقدم كحلوى مفيدة. يشتهر بها أهالي مدينة مصياف وريفها غربي حماة، ويتم تحضيرها في أواخر الصيف وأوائل الخريف كمؤونة للشتاء، نظراً لشهرة المنطقة بزراعة التين وجودته العالية.
يتم اختيار التين الناضج بعد قطافه، ثم يفتح على قطعة قماش أو صينية أو القصب لعدة أيام تحت أشعة الشمس. بعد أن يجف، يوضع فوق إناء من الماء ليتبخر "يتهبّل"، ومن هنا جاءت التسمية. يُطحن بعد ذلك، لتشكيل أقراص دائرية أو مستطيلة، وتغطى بطبقة من نخالة القمح (الفريفور أو طحين البرغل الناعم) مباشرة وهي ساخنة، أو بجوز الهند، أو السمسم. يترك حتى يبرد تماماً، ثم يخزن ويحفظ للضيافة ومؤونة الشتاء.
يتميز "هبّول التين" بقيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية، فهو غني بالألياف التي تساعد على الشعور بالشبع، ويحتوي على مضادات أكسدة ومعادن مثل الكالسيوم والحديد. كما أنه يعتبر دواءً كاملاً عند غليه بالماء وشرب نقيعه، إضافة إلى فوائد السمسم والجوز المضاف إليه.
يحتوي "هبّول التين" على عناصر غذائية مفيدة للصحة، فهو يعزز صحة الهضم بفضل الألياف، ويقوي العظام لاحتوائه على الكالسيوم والفوسفور، ويعزز صحة القلب لاحتوائه على البوتاسيوم ومضادات الأكسدة، كما يساعد على تعزيز المناعة، وتحسين صحة البشرة والشعر، وتنظيم مستويات السكر في الدم. يحتوي على مضادات أكسدة مثل الفينول، الذي يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب وأنواع مختلفة من السرطان، بالإضافة إلى المغذيات الدقيقة التي تدعم صحة البشرة وتقوي الشعر وتمنحها مظهراً أكثر حيوية. (أخبار سوريا الوطن-1)