الأربعاء, 24 سبتمبر 2025 04:08 PM

معلمة من إدلب تواجه صعوبات في العودة إلى عملها رغم قرارات إعادة المفصولين

معلمة من إدلب تواجه صعوبات في العودة إلى عملها رغم قرارات إعادة المفصولين

تنتظر "كندة محمد علي شيخ الحدادين" من مدينة إدلب، تحقيق العدالة وإعادتها إلى وظيفتها كمعلمة مدرسة، بعد فصلها قبل سنوات بسبب مشاركتها في الثورة السورية.

سناك سوري-خاص

أوضحت المعلمة، وهي خريجة كلية التربية تخصص معلم صف، لـ"سناك سوري" أنها عُينت بعد تخرجها في قرية "عرى الشمالية"، ثم انتقلت إلى عدة مناطق أخرى مثل سراقب وفيلون وحفسرجه لإنهاء خدمة الريف. بعد ذلك، تم نقلها إلى مديرية تربية إدلب، حيث قضت 6 أشهر، قبل أن يتم تحرير المدينة واستهدافها من قبل الطائرات الروسية، مما اضطر المعلمة للنزوح مع عائلتها خوفاً من الغارات.

لم يطل غيابها، وسرعان ما عادت المعلمة إلى مدينتها وبدأت التدريس في مدرسة "مصطفى عفارة" الأقرب إلى مكان سكنها، واستمرت على هذا الحال حتى عام 2020، حين اضطرت للنزوح مرة أخرى نتيجة للحملة العسكرية التي شنها كل من روسيا والنظام السابق على المدينة.

تتذكر المعلمة تاريخ فصلها من مديرية التربية في عام 2023، حيث تم فصلها مع العديد من المعلمين والمعلمات دون مراعاة لظروفهم وظروف عائلاتهم تحت القصف. وكانت مديرية التربية في عهد النظام السابق قد فصلت العديد من الإداريين والمعلمين والمعلمات لأسباب مختلفة، سواء بسبب انضمامهم إلى الثورة أو لعدم التحاقهم بالتربية، حيث كان معلمو إدلب يسيّرون أعمالهم ويتقاضون رواتبهم في تربية حماة.

مقالات ذات صلة

  • الإثنين, 22 سبتمبر 2025, 2:58 م
  • الإثنين, 22 سبتمبر 2025, 1:53 م

بارقة أمل لم تكتمل

مع سقوط النظام وإعلان الحكومة الجديدة عن دعوة المفصولين للعودة إلى عملهم، ظهرت بارقة أمل لدى "كندة"، التي ورد اسمها مع مئات من زملائها وزميلاتها في قوائم وزارة التنمية الإدارية تمهيداً لعودتهم إلى وظائفهم.

راجعت المعلمة مديرية تربية إدلب وقدمت طلب عودة للعمل، وقالت لـ"سناك سوري": «عوملت بطريقة سيئة، لأننا لم نلتحق بمديرية تربية إدلب الحرة، دون مراعاة لأسبابنا، فبيننا من كان شارف على التقاعد ولا يريد خسارة راتبه التقاعدي وتعويضاته، والبعض لم تقبلهم المديرية لأنهم معلمو رسم وفنون وموسيقا، كذلك لم تقبل من تجاوز عمره الـ50 عاماً حينها».

وأضافت: «تهجرنا، عشنا بالخيم، ونزحنا لأماكن بعيدة عن سكننا ومنازلنا، ولم نستطع الالتحاق بهم، وكل واحد لديه أسبابه».

لا تعيينات لكم!

حين ذهبت "كندة" لتقديم طلب عودة للعمل في مديرية التربية، سألت أحد مسؤولي التوجيه عن موعد إعادتهم للعمل، فقال لها: "إنتو مافي تعيينات لكم"، فسلّمت أوراقها ولم تجادله. وفي المرة الثانية التي حضرت فيها لاستكمال طلبها، أخبرها نفس الشخص: "إذا تعينتوا بضيعة بعيدة فاشكروا ربكم" لتقول له إنها لا تريد التعيين إن لم يكن في مدرستها نفسها أو قريباً من مكان سكنها وغادرت، على حد تعبيرها.

أشارت المعلمة إلى أن التربية قامت بتثبيت جميع الخريجين الجدد تقريباً وتم تعيينهم في المدينة، بينما هي وزملاؤها وزميلاتها الذين يمتلكون سنوات خدمة تصل لأكثر من 20 عاماً سيتم نقلهم إلى الريف بعد أن سمحوا لهم بالتقدم إلى الشواغر، مشيرة إلى أن المواصلات غير مؤمنة للعديد من الأرياف، مما يعني استحالة التدريس هناك.

وأوضحت أن هناك مجموعة خاصة للتعيينات، يتم إرسال الشواغر إليها ومن ثم تتم المفاضلة عليها، وبحسب المعلمة فإن المعيار في المفاضلة هو تاريخ تحديث الجاهزية، وهي وباقي زملائها المفصولين لم يستطيعوا تحديث جاهزيتهم إلا حين أصدرت وزارة التنمية قوائم الأسماء، وبالتالي فإن تحديث جاهزيتهم جديد، الأمر الذي يعني أنه سيتم تعيينهم في الدفعات الأخيرة بالأرياف.

كما تشتكي من معلومة أخرى حصلت عليها من مديرية التربية، وهي أن المفصولين الذين تم تعيينهم حديثاً سيتم التعاقد معهم بنظام 3 أشهر، وتساءلت: «حدا بيكون مثبت عندو خدمة طويلة بتعملو معو عقد 3 شهور؟ يا منرجع عمدارسنا يا بلا هالرجعة مع أن قرار الوزير واضح نرجع على مكان عملنا وقرب سكننا لكن التربية هنا لا تلتزم بقرارات الوزير».

تشير التقديرات إلى أن عدد المعلمين والمعلمات المفصولين من قبل النظام السابق في إدلب يبلغ نحو 4200 معلماً ومعلمة، يطالب معظمهم بالإنصاف وبإعادة تعيينهم حسب الرقم الذاتي وليس القدم في مديرية تربية إدلب الحرة.

مشاركة المقال: