الخميس, 25 سبتمبر 2025 03:17 PM

حلب: حملة "ساهم فيها" تواصل جهودها لإزالة آثار الدمار في تل رفعت

حلب: حملة "ساهم فيها" تواصل جهودها لإزالة آثار الدمار في تل رفعت

تتواصل فعاليات حملة "ساهم فيها" في ناحية تل رفعت بريف حلب الشمالي، والتي أطلقتها محافظة حلب في 21 أيلول الجاري، وذلك بالتعاون الوثيق مع مجلس المدينة، الدفاع المدني، وعدد من الفعاليات المحلية. تهدف هذه الحملة بشكل أساسي إلى إزالة الأنقاض المتراكمة على مدى سنوات نتيجة قصف النظام السوري السابق وتداعيات زلزال عام 2023، بالإضافة إلى فتح الطرقات التي أغلقت بفعل هذه الأحداث، والعمل على تحسين الواقع الخدمي في المنطقة.

يواجه القائمون على هذه الحملة تحديات كبيرة، أبرزها انتشار مخلفات الحرب في المنطقة. في المقابل، يرى أهالي المدينة أن هذه الخطوة تعتبر ضرورية للغاية، كونها تمهد الطريق أمام إعادة الإعمار الشامل وتحسين الظروف الخدمية المتوفرة. وتهدف الحملة أيضًا إلى تعزيز ثقافة النظافة وجعلها سلوكًا يوميًا مستدامًا، وذلك وفقًا لما أعلنه الدفاع المدني عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك".

شهدت تل رفعت سنوات عديدة من القصف والمعارك الطاحنة، ثم تأثرت بشكل كبير بالزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا في شباط 2023، مما أدى إلى دمار كامل في العديد من المباني وتضرر البعض الآخر، وتراكم الركام الذي أعاق الحياة اليومية للسكان، وأصبح يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم، وخاصة الأطفال، بسبب انتشار مخلفات الحرب.

تحديات تواجه الحملة

أوضح مدير مركز الطوارئ وإدارة الكوارث في اعزاز، عبد الله عشاوي، في تصريح لعنب بلدي، أن فرق الدفاع المدني المشاركة في الحملة تعمل حاليًا بثماني آليات، مشيرًا إلى وجود تنسيق كامل مع مجلس مدينة حلب والفعاليات الأهلية وإدارة منطقة اعزاز. وأضاف عشاوي أن عددًا من المتطوعين يشاركون أيضًا في هذه الحملة، التي تركز جهودها حاليًا على فتح الطرقات المغلقة في ناحية تل رفعت، بالإضافة إلى إزالة الأنقاض المتراكمة.

واعتبر أن التحديات اللوجستية محدودة نسبيًا، لكن هناك تخوفًا كبيرًا من وجود ألغام وذخائر غير منفجرة في المنطقة، نظرًا لأن تل رفعت والمناطق المحيطة بها معروفة بانتشار هذا النوع من المخلفات الخطيرة. ونوه إلى أن فرق الدفاع المدني واجهت تحديات مماثلة في مواقع أخرى خلال الأشهر الماضية. ولفت إلى أن خطة العمل مستمرة قبل وبعد هذه الحملة، من خلال استهداف القرى والبلدات بفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية. وأكد أن الحملة لاقت تجاوبًا كبيرًا من السكان المحليين الذين شاركوا في بعض الأعمال الميدانية.

آمال بالنتائج

اعتبر سكان من تل رفعت أن هذه الخطوة طال انتظارها بعد سنوات طويلة من تراكم الركام وتعطل الطرقات. وذكر طه الخلف، أحد سكان مدينة تل رفعت، في حديث لعنب بلدي، أن إزالة الأنقاض ستساهم بشكل كبير في إعادة فتح الشوارع المغلقة، وستسهل حركة الأهالي، وخاصة في الأحياء التي تحولت إلى ممرات ضيقة بسبب الدمار الهائل. وأعرب عن أمله في أن تستكمل الأعمال لتشمل تحسين شبكة الخدمات الأساسية.

أما عبود الحسين، وهو أيضًا من سكان تل رفعت، فاعتبر الحملة بداية جيدة ولكنها تحتاج إلى متابعة مستمرة ودعم أكبر. وقال، في تصريح لعنب بلدي، إن العديد من الأبنية المهدمة ما زالت تشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال والمارة، مضيفًا أن السكان ينتظرون خطوات جادة تهيئ الأرضية لإعادة إعمار المنازل وإعادة تشغيل المرافق العامة.

استمرار لحملات سابقة

بدأت حملة "ساهم فيها" في ناحية تل رفعت شمال محافظة حلب، في 21 أيلول الحالي، بعد أن شملت في مراحلها السابقة كلًا من اعزاز وصوران ومارع وأخترين، وفق ما أعلنته محافظة حلب. وشهد اليوم الأول من الحملة مشاركة محافظ حلب، عزام الغريب، الذي اعتبرها جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى الريف. ودعا إلى تفعيل دور المجتمع المحلي في المبادرات التي تعزز التعاون وتسرع وتيرة إعادة التأهيل والخدمات.

تقع ناحية تل رفعت في ريف حلب الشمالي، على بعد حوالي 40 كيلومترًا شمال غربي مدينة حلب، بالقرب من الحدود الإدارية مع محافظة إدلب. وتحيط بها بلدات وقرى عدة مثل صوران واعزاز، وتشكل نقطة استراتيجية على خطوط التواصل بين الريف الشمالي للمدينة والمناطق الحدودية. وعرفت المنطقة بطبيعتها الزراعية، لكنها شهدت خلال السنوات الماضية دمارًا واسعًا بفعل المعارك، مما ترك آثارًا كبيرة على بنيتها التحتية ومرافقها الأساسية.

إزالة الأنقاض من 16 حيًا

كانت محافظة حلب قد أعلنت، في 26 حزيران الماضي، عن بدء مشروع كبير لإزالة الأنقاض من 16 حيًا متضررًا، وذلك بالتعاون الوثيق مع الدفاع المدني ومديرية الطوارئ والكوارث. وأوضح المسؤول في المكتب الصحفي لمجلس مدينة حلب، أحمد المحمد، في تصريح سابق لعنب بلدي، أن الحملة مستمرة حتى الانتهاء الكامل من أعمال الترحيل، دون تحديد جدول زمني دقيق. وأشار المحمد إلى أن المشروع يهدف إلى إزالة حوالي 105 آلاف متر مربع من الأنقاض، ويشمل جميع مناطق المدينة، بما فيها أنقاض المدينة القديمة التي لم تُنقل بعد.

ماجد العبد الله، مسؤول مشروع إزالة الأنقاض في الدفاع المدني السوري، قال لعنب بلدي حينها، إن اختيار الأحياء جاء بناءً على جولات ميدانية أجراها الفريق الهندسي التابع للدفاع المدني. وأضاف أن التقييم استند إلى احتياجات كل منطقة، مضيفًا أن مدة المشروع تمتد حتى تسعة أشهر. وبدأت الحملة في آذار الماضي على أن تستمر حتى نهاية تشرين الثاني المقبل. وتهدف إلى إنهاء أعمال الترحيل وإعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية في الأحياء المستهدفة.

مشاركة المقال: