الخميس, 25 سبتمبر 2025 01:37 PM

تصاعد التوتر في ريف حلب: مقتل عنصر من وزارة الدفاع في قصف متبادل مع "قسد"

تصاعد التوتر في ريف حلب: مقتل عنصر من وزارة الدفاع في قصف متبادل مع "قسد"

شهد ريف حلب الشرقي تصعيدًا في التوتر، حيث قُتل عنصر من وزارة الدفاع بنيران قناص من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اليوم الأربعاء، 24 من أيلول، وذلك عقب تبادل للقصف بين الطرفين.

أفاد مراسل عنب بلدي بمقتل العنصر التابع لقوات وزارة الدفاع في ريف دير حافر، الواقع على خطوط التماس مع "قسد". وذكرت قناة "الإخبارية" الرسمية أن القتيل ينتمي إلى "الفرقة 80" في الجيش السوري، وأنه سقط بنيران قناص من "قسد" على محور دير حافر.

وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي، تعرضت مناطق في دير حافر، الخاضعة لسيطرة الحكومة، لقصف من جانب "قسد" يوم الثلاثاء، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات. في المقابل، أعلنت "قسد" عن وفاة أحد عناصرها اليوم متأثرًا بجروح أصيب بها خلال قصف تعرضت له مناطق سيطرتها يوم الثلاثاء. وذكرت أن "فصائل تابعة لحكومة دمشق" قصفت إحدى نقاطها في منطقة دير حافر بواسطة طائرتين انتحاريتين "درون"، أعقبه قصف مدفعي استهدف تجمعات سكنية. وأضافت أن الحكومة السورية قصفت قرية زبيدة ظهر الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة أربعة أطفال بجروح متفاوتة. وكانت وكالة "هاوار" المقربة من "قسد" قد ذكرت، الثلاثاء، أن أربعة أطفال أصيبوا بقصف مصدره مناطق سيطرة الحكومة على قرية زبيدة، بريف دير حافر.

واعتبرت "قسد" في بيان لها أن القصف يؤكد إصرار من تسميهم مسلحي وزارة دفاع حكومة دمشق على "خلق الفوضى واستهداف المدنيين بشكل ممنهج". وقالت إن هذه الهجمات المتكررة تمثل تصعيدًا عسكريًا يهدف إلى خلق الفوضى، ونشر الرعب، ودفع الأهالي قسرًا إلى النزوح من منازلهم.

تبادل اتهامات

في 20 من أيلول الحالي، تبادلت الحكومة السورية و"قسد" القصف في ريف حلب الشرقي، ما خلّف ضحايا في صفوف المدنيين، وسط اتهامات متبادلة حول من بدأ الاشتباكات. اتهمت "قسد" القوات الحكومية بقتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف الحكومة لقرية أم تينا بريف دير حافر. بالمقابل، نفت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع قصفها لقرية أم تينا، معتبرة أن الجهة التي قصفت القرية هي "قسد" نفسها. وقالت الإدارة لوكالة الأنباء السورية (سانا)، في 21 من أيلول، إنه في أثناء قصف "قسد" للقرى الخارجة عن سيطرتها، رصدت قوات الدفاع السورية إطلاق صواريخ من إحدى راجماتها باتجاه قرية أم تينة، الواقعة تحت سيطرتها، دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك.

من جانبها، اعتبرت "قسد" أن التصريحات الصادرة عن وزارة الدفاع لا تعدو كونها "محاولة مكشوفة للهروب من مسؤولية الجريمة ولا تصمد أمام أي منطق عسكري أو سياسي، ولن يغير من الوقائع الميدانية المثبتة".

أفاد مراسل عنب بلدي في حلب أن الهجوم بدأ من قبل "قسد"، في دير حافر، باستهداف مدفعية للجيش السوري، ليرد عليها بالمدفعية وبراجمات الصواريخ. ونفى المراسل أي استهداف بطائرة مسيرة على "قسد"، مؤكدًا عدم استخدامها في الهجوم بين الطرفين. وأكد أن القصف المتبادل بالقذائف الصاروخية تجدد بين قوات وزارة الدفاع السورية و"قسد" على محاور قريتي الخفسة، والكيارية، بريف حلب الشرقي، وذلك إثر تسلل عدة عناصر من قسد" على قرية الخفسة، وبعد انسحابهم بدأت الاشتباكات على محور القريتين.

تشهد العلاقة بين الحكومة و"قسد" توترات عسكرية تتطور إلى اشتباكات محدودة، رغم اتفاقية 10 من آذار. وتنص الاتفاقية التي وقعت بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد "قسد"، مظلوم عبدي، على دمج الأخيرة بمؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية، ووقف إطلاق النار بين الجانبين.

الأشرفية والشيخ مقصود

شهد محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب استنفارًا أمنيًا، عقب مقتل عنصر لوزارة الدفاع السورية، استهدفته "قسد" في 22 من أيلول الحالي، كما أُسر آخرون أصيبوا بالاستهداف. وأعقب مقتل العنصر استنفار أمني وإرسال أرتال من الأمن الداخلي، تضمنت مدرعات، إلى محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود، بحسب ما قاله شاهد عيان لعنب بلدي. وبحسب مراسل عنب بلدي، استهدفت "قسد" منطقة المعامل في محيط دوار الليرمون بالقذائف، دون ورود أنباء عن إصابات حتى اللحظة. ولم تعلق حينها وزارتا الدفاع والداخلية على الحادثة.

مشاركة المقال: