غموض حول الانسحاب الأمريكي من سوريا: تقارير متضاربة وتصعيد محتمل مع تركيا

نفت مصادر صحفية ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية حول توجه الولايات المتحدة لتقليص عدد قواتها المتمركزة في سوريا إلى النصف خلال شهرين.

ونقلت هيئة البث عن مصادر لم تسمها، أن الولايات المتحدة تسعى لتقليص قواتها في سوريا إلى النصف خلال شهرين، مشيرة إلى وجود نحو ألفي عسكري أمريكي في سوريا منذ فترة الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، لضمان عدم عودة التنظيم.

وأضافت الهيئة أن وزارة الدفاع الأميركية تعتزم تقليص هذه القوات إلى النصف، بالإبقاء على ألف عسكري فقط، وتحدثت عن تقارير من محافظة دير الزور السورية تفيد ببدء الجيش الأميركي إخلاء إحدى قواعده هناك، أو على الأقل إخراج عتاد وتجهيزات عسكرية كبيرة منها.

واعتبرت الهيئة أن التقليص المرتقب للقوات الأميركية في سوريا "خطوة صغيرة" من جانب البنتاغون في سياق تقليص الوجود العسكري الأميركي في العالم كله.

من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها قولها، إن مسؤولين أميركيين أبلغوا المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من سوريا سيبدأ خلال شهرين، وأن إسرائيل حاولت منع الانسحاب الأميركي من سوريا، لكنها أُبلغت الآن بأن جهودها باءت بالفشل.

وأكدت المصادر أنه لم يتم سحب أي جندي أميركي من شمال شرق سوريا، وأن وضع القواعد الأميركية والمقرّات ما زال كما هو، إذ لم يطرأ عليه أي تغيير منذ انتشار معلومات عن الانسحاب الأميركي. وأوضحت أن قاعدة كونيكو في دير الزور هي من شهدت فقط إنزال منطاد مراقبة، دون تأكيد فيما إذا كان ذلك بغرض المراقبة أو غير ذلك.

وشددت المصادر على أنه لم يجر أي انسحابات، بل على العكس، شهد الخميس الماضي، دخول أضخم قافلة مؤلفة من 106 شاحنات، توجّهت إلى القواعد الأميركية منذ سقوط نظام بشار الأسد. ويوم الاثنين أيضا، دخلت قافلة جديدة فيها 104 شاحنات و6 مدرعات أميركية محملة بالذخائر والمواد اللوجستية عبر معبر الوليد الحدودي، وتوجّهت إلى القواعد الأميركية الـ30 في شمال شرق سوريا.

يأتي ذلك بعدما أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل أنها ستبدأ انسحابا تدريجيا للقوات الأميركية من سوريا في غضون شهرين، وفقا لما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية.

في المقابل، أوضح مسؤولان أميركيان أن الجيش الأميركي يستعد لدمج قواته في سوريا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، في خطوة قد تُقلص عددها إلى النصف. وقال أحد المسؤولين، إن هذا الدمج قد يقلل عدد القوات الأميركية إلى ألف تقريباً، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". في حين أوضح مسؤول أميركي آخر أنه لا يوجد يقين بشأن العدد، على الرغم من تأكيده الخطة، وأبدى شكوكه إزاء تخفيض بهذا الحجم في وقت تتفاوض فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيران وتحشد قواتها في المنطقة.

إذ أرسلت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة طائرات، تشمل قاذفات بي-2، وسفنا حربية وأنظمة دفاع جوي لتعزيز قواتها في الشرق الأوسط. فيما أجرى وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث مراجعة عالمية للقوات العسكرية الأميركية حول العالم.

إلا أن مسؤولا إسرائيليا أشار إلى أن تل أبيب ترى أن أي انسحاب أميركي من الأراضي السورية قد يزيد "شهية" تركيا للسيطرة على البلاد، بالتالي ستزداد التوترات بين إسرائيل وتركيا.

يذكر أن نحو ألفي جندي أميركي ينتشرون في سوريا موزعين على عدد من القواعد، معظمها في الشمال الشرقي. وتعمل القوات الأميركية مع قوات محلية، لاسيما قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش"، الذي استولى عام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، قبل دحره لاحقا.