باشرت البعثة الأثرية السورية الإيطالية المشتركة أعمالها في موقع "تل أفس" الأثري بمحافظة إدلب، تحت إشراف عالمتي الآثار استيفانيا ماتسوني وكانديدا فيلي. تهدف هذه المبادرة إلى تأهيل الموقع وإعادة إحيائه، مما يعكس أهمية التعاون الدولي في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لسوريا.
شهد "تل أفس" مرور عدة حقب تاريخية، بما في ذلك الفترة الآرامية، وعصر البرونز، والعصر الكالكوليتي. ففي العصر الآرامي، تم اكتشاف مقبرة صغيرة في الجزء الشرقي تحتوي على بئر قديم، حيث عُثر على نصب "زاكور" وكسر فخارية نُقش عليها اسم "ايلوير"، وهو الإله الذي بدأ فيه النصب التذكاري. كما وُجدت طبعة ختم نُقشت عليها صورة خنفس ذي أجنحة أربعة يخص شخصاً يحمل اسم "بعل هاو". تعود أبنية هذه الفترة إلى حوالي عام 1000 قبل الميلاد، وتتزامن مع الفترة "الحثية".
ازدهر "تل آفس" خلال فترة البرونز، بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر قبل الميلاد، وتشير المباني المكتشفة إلى تطور عمراني كبير. من أهم الاكتشافات في عام 2008 العثور على رقم فخارية مسمارية جيدة الشواء تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، إحداها عبارة عن رسالة من ممثل الحكومة "الحثية" في المنطقة إلى سيد مدينة "آفس"، مما يدل على العلاقات القوية بين الأناضول وممالك الشمال السوري. كما تم اكتشاف منحوتة صغيرة لثور مصنوعة من العاج، جزء منها مرصع بالذهب، بالإضافة إلى العديد من أواني الطهو والأختام والحلي.
الوطن