الجمعة, 26 سبتمبر 2025 06:01 AM

فورين بوليسي تكشف سر نجاح خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع في الأمم المتحدة

فورين بوليسي تكشف سر نجاح خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع في الأمم المتحدة

ذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية في تقرير لها أن خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان حدثاً استثنائياً بكل المقاييس، حيث يعتبر الشرع أول رئيس سوري يخاطب الهيئة الأممية منذ عام 1967.

وأوضحت المجلة أن ما جعل هذا الحدث مميزاً هو أن الشرع كان مقاتلاً سابقاً في تنظيمات مسلحة، وشارك في مواجهات ضد القوات الأميركية في العراق، وكان على قائمة المطلوبين حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي مع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، وها هو الآن يلقي كلمة أمام القادة الذين كانوا يلاحقونه.

وأشار التقرير، الذي كتبه ريشي أيينغار وجون هالتيوانغر، إلى أن وصول الشرع إلى الرئاسة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد كان تحولاً كبيراً، إلا أن الكثيرين ما زالوا يشككون في قدرته على قيادة البلاد نحو الاستقرار بعد حرب دامت 14 عاماً وأدت إلى تفكك المجتمع السوري.

وبحسب التقرير، استغل الشرع كلمته أمام قادة العالم ليطمئن المجتمع الدولي بشأن نواياه، مؤكداً التزامه بفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا تقوم على السلام والتسامح والتعاون، ومحاسبة المتورطين في سفك دماء الشعب.

ونقل التقرير عن الشرع قوله: "سوريا تحولت مع هذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا"، داعياً إلى رفع العقوبات الأممية المتبقية على البلاد.

وأشادت مايا أنغار، محللة شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، بأداء الشرع، مؤكدة أن الخطاب كان بمثابة "فرصة مثالية لتلميع صورته أمام العالم"، حسب ما نقله التقرير.

وأكدت أنغار أن خطاب الشرع الأخير كان يهدف "دون أدنى شك إلى تبديد المخاوف التي تساور المجتمع الدولي بشأن التعامل مع سوريا"، كما صُمم "لجذب مستثمرين وشركات جديدة والتواصل معهم" بهدف إعادة إعمار سوريا.

ولفتت المحللة إلى أن الشرع لم يدخر جهداً في التواصل مع جميع الأطراف "حتى مع أكبر منتقديه"، مشيرة إلى أنه جلس لإجراء محادثة مع المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بتريوس، الذي أشرف على سجنه سابقاً في العراق.

وذكر الموقع أن الشرع لم يغفل مهاجمة إسرائيل بسبب ضرباتها الجوية في سوريا، مما يدل، حسب أنغار، على أن طريق التطبيع لا يزال طويلاً، وهو ملف ستراقبه العواصم الدولية عن كثب.

وخلص التقرير إلى أن حضور الشرع شكل لحظة تاريخية راقبها الكثير من السوريين عن كثب، ومنهم أبناء الجالية السورية في نيويورك الذين احتشدوا قرب حواجز الأمن وأجهش بعضهم بالبكاء، معبرين عن مزيج من الأمل والدهشة لتمثيل بلادهم على المنصات العالمية.

(aljazeera)

مشاركة المقال: