في خطوة استراتيجية تؤكد سعي الإمارات لتعزيز موقعها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "إنفيديا" الأميركية ومعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي عن إطلاق أول مختبر أبحاث مشترك في منطقة الشرق الأوسط متخصص في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. يقع المختبر في أبوظبي، ليكون منصة بحثية متقدمة تدعم الابتكارات التكنولوجية.
تعاون استراتيجي
يأتي إنشاء المختبر ضمن مبادرة مركز "إنفيديا" لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي الأولى من نوعها في المنطقة. يهدف المشروع إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متطورة ومنصات روبوتية حديثة، مع التركيز على دمج القدرات الحوسبية الفائقة في الأنظمة الروبوتية لتسريع التطور في قطاعات مثل الصناعة والرعاية الصحية والنقل.
شهد مقر المعهد في أبوظبي مراسم توقيع الاتفاقية بحضور ممثلين رفيعي المستوى، مما يعكس التزامهما بدعم الأجندة الوطنية للابتكار وتعزيز دور الإمارات في مستقبل التكنولوجيا إقليميًا وعالميًا.
مجالات بحث رائدة
سيغطي عمل المختبر مجالات متنوعة تشمل الروبوتات الذاتية والأنظمة المستقلة والحوسبة عالية الأداء. سيستفيد من خبرات الباحثين في معهد الابتكار التكنولوجي وقدرات "إنفيديا" في تطوير النماذج اللغوية الضخمة. من أبرز التطبيقات دمج سلسلة نماذج الذكاء الاصطناعي "فالكون" في الروبوتات، مما يمثل نقلة نوعية في قدرة الآلات على الفهم والتفاعل الذكي.
سيستخدم المختبر أحدث معالجات "إنفيديا"، بما في ذلك الشريحة الرسومية "ثور" المصممة خصيصًا للأنظمة الذاتية، لتعزيز أداء الروبوتات البشرية والروبوتات رباعية الأرجل والأذرع الآلية. سيتيح المشروع فرصًا لجذب المزيد من المواهب البحثية من خلال خطط توسعية تركز على بناء فريق دولي متكامل من الخبراء.
الإمارات في صدارة السباق التكنولوجي
إطلاق المختبر المشترك إنجاز استراتيجي يعزز مكانة الإمارات كوجهة رائدة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ويعكس رؤيتها الطموحة لتصبح مركزًا عالميًا للتقنيات المتقدمة بحلول العقد الحالي. يتوافق ذلك مع أهداف "رؤية الإمارات 2031" والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى جعل الدولة من بين الاقتصادات الرقمية الأكثر تطورًا في العالم.
تأتي هذه الخطوة في سياق استثمارات واسعة قامت بها الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بناء مراكز بيانات متطورة وتوقيع اتفاقيات دولية لتأمين أحدث التقنيات. عززت هذه الاستثمارات قدرة الدولة على جذب الشركات العالمية الكبرى، مما جعلها منصة مفضلة للبحث والتطوير في المنطقة.
منصة للمستقبل
يمثل هذا المختبر بداية مرحلة جديدة من الشراكات العلمية بين الإمارات والولايات المتحدة، ويؤكد الثقة المتبادلة بين الجانبين في قيادة مسيرة الابتكار. بفضل هذه المبادرة، تفتح أبوظبي الباب أمام نهضة بحثية وتقنية من شأنها أن تدفع المنطقة بأكملها إلى مصاف المراكز العالمية الرائدة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات.