الجمعة, 26 سبتمبر 2025 07:11 PM

مركز صحي مجاني في الصالحية: بصيص أمل جديد لأهالي ريف البوكمال

مركز صحي مجاني في الصالحية: بصيص أمل جديد لأهالي ريف البوكمال

في خطوة نوعية لتعزيز الرعاية الصحية الأولية، تم افتتاح مركز صحي مجاني في قرية الصالحية بريف البوكمال. يهدف هذا المركز إلى سد النقص الحاد في الخدمات الصحية الأساسية لسكان المنطقة والقرى المجاورة، وذلك في إطار الجهود المحلية لتحسين الظروف المعيشية والصحية في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة.

خدمات طبية شاملة لتلبية الاحتياجات الأساسية

يقدم المركز الصحي المجاني في الصالحية مجموعة واسعة من الخدمات الطبية الأساسية التي تستهدف تلبية احتياجات السكان من الرعاية الأولية والطوارئ. تشمل هذه الخدمات عيادة طبية عامة، وصيدلية مجانية لتوزيع الأدوية، وخدمات التوليد من خلال قابلة قانونية مؤهلة، بالإضافة إلى رعاية جراحية أولية عبر ممرضة جراحة. كما ينظم المركز حملات تطعيم دورية ضد الأمراض السارية، ويقدم الإسعافات الأولية للحالات الطارئة، مما يجعله مركزًا صحيًا حيويًا في منطقة تعاني من نقص المرافق الصحية.

أكد عبدالله سلمان الحسين، مدير منطقة البوكمال، لمنصة سوريا 24 أن "الكادر الطبي في المركز يداوم الآن بشكل منتظم"، مشيرًا إلى أن الخدمات المقدمة تغطي جزءًا كبيرًا من الاحتياجات الصحية الأساسية للسكان، خاصة في ظل غياب المستشفيات القريبة أو صعوبة الوصول إليها.

إدارة مهنية وتحديات لوجستية

يدار المركز من قبل كادر طبي متخصص يضم طبيبًا عامًا، قابلة قانونية، ممرضة جراحة، وصيادلة، بالإضافة إلى فريق دعم إداري. يعتمد المركز في تموينه بالأدوية والمعدات الطبية على تبرعات من منظمات محلية ودولية، ودعم من المجالس المحلية. ومع ذلك، يواجه المركز تحديات كبيرة في ضمان استمرارية عمله، أبرزها نقص الإمدادات الدوائية بشكل دوري، وضعف البنية التحتية للاتصالات والنقل، والظروف الأمنية غير المستقرة التي قد تعيق وصول الكوادر أو المواد الطبية.

أوضح الحسين أن "الصيدلية المجانية تعد من أهم مكونات المركز، إذ تخفف العبء المالي الكبير عن كاهل الأهالي"، لكنه أشار إلى أن "الطلب المتزايد على الأدوية يفوق أحيانًا الكميات المتوفرة"، مما يستدعي دعمًا مستمرًا من الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية.

وصول منهجي للفئات الأكثر احتياجًا

حرص القائمون على المركز الصحي في الصالحية على تبني آليات مدروسة لضمان وصول الخدمات إلى الفئات الأكثر احتياجًا، مثل كبار السن، الحوامل، الأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة. يشمل ذلك تنظيم زيارات ميدانية دورية إلى المنازل البعيدة، واعتماد نظام تحويلات طبية مبسط للحالات الحرجة، بالتنسيق مع مراكز صحية أكبر في مناطق مجاورة. كما ينفذ المركز برامج توعوية ووقائية بالتعاون الوثيق مع المجتمع المحلي، تتضمن حملات تثقيف صحي حول النظافة، التغذية، الرضاعة الطبيعية، والوقاية من الأمراض المعدية. تقام هذه الأنشطة غالبًا في المدارس والمساجد ومراكز التجمعات المجتمعية، بهدف تعزيز الوعي الصحي وتمكين السكان من اتخاذ قرارات صحية سليمة.

صدى إيجابي في أوساط السكان

لاقى افتتاح المركز ترحيبًا واسعًا من أهالي المنطقة، الذين عانوا طويلًا من صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية. ووصف منير الحمد، أحد سكان دير الزور، هذه الخطوة بأنها "ممتازة"، مضيفًا: "تعتبر بعدًا حيويًا في ظل الإمكانيات الصحية الضعيفة. تخفف معاناة الأهالي من النزول إلى المدينة، خاصةً مع أزمة المواصلات وتكاليف أجر النقل على المرضى".

يعد افتتاح هذا المركز خطوة أولى نحو بناء نظام صحي محلي أكثر مرونة واستدامة في ريف البوكمال، حيث يُنظر إليه ليس فقط كمكان لتقديم العلاج، بل كشريك مجتمعي في بناء صحة أفضل لأجيال المستقبل. ومع ذلك، يبقى استمرار عمله مرتبطًا بتوفر الدعم اللوجستي والمالي، وباستقرار الأوضاع العامة في المنطقة.

مشاركة المقال: