الجمعة, 26 سبتمبر 2025 11:08 PM

من فاوست إلى الخيميائي: قصة أزمة وحلول مفقودة في سوريا

من فاوست إلى الخيميائي: قصة أزمة وحلول مفقودة في سوريا

يتحدث الكاتب باسل علي الخطيب عن واقع مؤلم، حيث يصل الأمر بأحدهم إلى عرض بيع كليته بسبب الحاجة الماسة، مع الحفاظ على عزة النفس التي تمنعه من سؤال الناس إلا الله. هذه الحالة، التي أصبحت واقعاً، تصيب بالجمود والعجز عن الرد، وتعجز الكلمات عن التعبير عن هذا الوضع.

يشير الكاتب إلى آلاف الرسائل والاتصالات التي تبدأ بالحمد لله وتنتهي بـ "لاحول ولاقوة إلا بالله"، وما بينهما وجع وألم وعجز وفقر. الناس يكافحون للبقاء على قيد الحياة، وأغلبهم تحت خط الخبز والدواء.

في ظل هذه الظروف، ينشغل المترفون بالتباهي والتنافس على تمثيل الشعب، بينما السياسيون والإعلاميون والناشطون والمؤثرون يتبادلون الاتهامات والتخوين، دون تقديم حلول ملموسة. البيانات والتصريحات لا تطعم مسكيناً ولا تكفل يتيماً، بل إن محاولات المساعدة الداخلية تواجه بالتخوين.

يتحدث الكاتب عن "الولاية" وكأنهم يمتلكون مفاتيح الحلول، مستشهداً بالآية الكريمة: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا". المترفون الذين جمعوا الثروات وزعوا صكوك الوطنية، ثم هربوا بأموالهم عند أول فرصة، تاركين وراءهم دماء وكرامات.

يحذر الكاتب من محاولات هؤلاء المترفين لاستغلال حاجة الناس لتحقيق مكاسب شخصية، عبر المجالس والسياسيين والناشطين وأصحاب المنصات. وينبه إلى أن من يعارضهم سيواجه شراسة كبيرة.

يشير الكاتب إلى مرور شهور دون أن يقدم هؤلاء المترفون أي مساعدة حقيقية للمحتاجين، بل يكتفون ببيع الأوهام عبر وسائل الإعلام المختلفة. وينتقد أولئك الذين يصفقون لهم، والذين تزداد معاناتهم مع كل يوم.

يختتم الكاتب بالإشارة إلى مسرحية "فاوست" لغوته، حيث باع فاوست روحه للشيطان لتحقيق رغباته. ويذكر بحديث "المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين". ويشير إلى أن فاوست كان خيميائياً، كما يذكر برواية "الخيميائي" لباولو كويلو، حيث اكتشف الراعي أن الحقيقة موجودة في بيته. ويدعو الكاتب إلى التفكير في الرحلات الطويلة التي قطعناها بحثاً عن الحقيقة، والتي قد تكون موجودة في بيوتنا.

ويختتم بالقول: أتيتكم بجلبابي هذا….

(أخبار سوريا الوطن2-الكاتب)

مشاركة المقال: