الأحد, 28 سبتمبر 2025 05:22 PM

تدهور الخدمات في ريف حمص: السكان يشكون والمسؤولون يعزون الأمر إلى ضعف الإمكانات

تدهور الخدمات في ريف حمص: السكان يشكون والمسؤولون يعزون الأمر إلى ضعف الإمكانات

يشهد ريف حمص الشمالي، وخاصة بلدة تلبيسة، تدهوراً مستمراً في الخدمات الأساسية، مما أثار استياءً واسعاً بين السكان. يعبر الأهالي عن تذمرهم من الإهمال المتكرر من الجهات المعنية، بينما تحاول المبادرات المحلية سد الفجوة المتزايدة بين الاحتياجات الملحة والدعم الرسمي المحدود.

أوضاع متردية وغياب التدخل الرسمي

أكد محمود أبو سليمان، أحد سكان ريف حمص الشمالي، في حديث لمنصة سوريا 24، على وجود "تهميش خدمي واضح للمناطق الريفية مقارنة بالمدينة". وأشار إلى غياب أي تحرك جاد من قبل المسؤولين لتحسين الأوضاع في الريف، خاصة في قطاع التعليم. وأوضح أن بلدة تلبيسة وحدها تضم حوالي ست مدارس مدمرة، دون أي مبادرة رسمية لإعادة تأهيلها أو صيانتها، مما أثار استياء الأهالي.

وأضاف أبو سليمان أن "التحركات الخدمية تقتصر على مدينة حمص، بينما تُترك مناطق الريف لحالها"، متسائلاً عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التهميش، في ظل غياب الشفافية حول معايير توزيع الدعم والمشاريع الخدمية.

أسباب متعددة: سوء الإدارة وغياب الدعم المركزي

من جهته، يرى إبراهيم ياسين، أحد سكان ريف حمص، في حديث لمنصة سوريا 24، أن أسباب التهميش الخدمي "متعددة ومعقدة"، وأبرزها "سوء الإدارة وقلة خبرة المسؤولين الجدد في إدارة شؤون محافظة بكاملها وتوزيع الموارد بشكل عادل".

وأشار ياسين إلى أن "الوزارات المركزية في دمشق لا تستجيب لمطالب المحافظة"، مما يترك العبء كاملاً على البلديات والمجالس المحلية التي تفتقر إلى الصلاحيات والموارد الكافية. ووصف الوضع بأنه "مؤسف جداً"، مضيفاً أن "التردي واضح على كافة المستويات الخدمية، من التعليم إلى البنية التحتية، مروراً بالنظافة والكهرباء والمياه".

البلدية ترد: لا تهميش بل ضعف إمكانات

في المقابل، نفى رئيس بلدية تلبيسة، ماجد الشعبان، وجود "تهميش مقصود"، موضحاً في حديث لمنصة سوريا 24، أن "الواقع يعكس ضعفاً في الإمكانات المادية واللوجستية، لا نية للإهمال".

وأكد الشعبان أن "كل ما يُنفَّذ من أعمال خدمية في المنطقة هو نتيجة مبادرات مجتمع محلي ومدني"، وليس دعماً مؤسسياً من الدولة. وأشار إلى أن المجلس البلدي عمل على "تأهيل عدد من المدارس"، لكنه يواجه "صعوبات جمة بسبب نقص التمويل"، مما يحول دون تنفيذ مشاريع خدمية بحجم الحاجة الفعلية.

وأشار الشعبان إلى أن "حتى ما يجري داخل مدينة حمص لا يخلو من الاعتماد على المبادرات المجتمعية"، مؤكداً أن "النهوض بالواقع الخدمي يحتاج إلى دعم مالي حقيقي". واختتم رئيس البلدية حديثه بتعبيره عن "أمله أن تخصص موازنة مالية كافية مع بداية السنة القادمة لدعم المشاريع الخدمية في ريف حمص الشمالي"، داعياً الأهالي إلى "التحلّي بالقليل من الصبر"، في انتظار تحسّن الظروف.

فجوة بين الواقع والوعود

وسط كل ذلك، يعيش ريف حمص الشمالي حالة من الإحباط المتزايد، بين شكاوى المواطنين من الإهمال المتكرر، وتصريحات المسؤولين التي تحاول تبرير الواقع بالافتقار إلى الموارد. وبين هذين الطرفين، تبقى الخدمات الأساسية رهينة لمبادرات محلية لا تكفي لسدّ الفجوة، في ظل غياب رؤية استراتيجية أو دعم مركزي فعّال.

مشاركة المقال: