يستعرض مالك صقور رؤية تجمع بين التفاؤل والتشاؤم، مستعيراً شخصية "المتشائل" ليطرح تساؤلات حول واقع الأمة العربية. يبدأ حديثه بالإشارة إلى تحول في اسم "سعيد أبي النحس المتشائل" إلى "المتفائل الصابر الفدائي منصور الغزواي".
يقتبس المتشائل الجديد، حفيد سعيد أبي النحس المتشائل، نهج جده في توجيه الاتهامات، موجهاً اللوم إلى النظام العالمي الجديد، والأنظمة العربية، وفلسطينيي الشتات، متهماً إياهم بالتخاذل في نصرة أهل غزة.
يشير الكاتب إلى رواية إيميل حبيبي عن "المتشائل"، وكيف كان حبيبي متفائلاً رغم كل شيء، برفقة كوكبة من الأدباء الفلسطينيين مثل توفيق زياد وسميح القاسم ومحمود درويش ومعين بسيسو وحنا أبو حنا وأحمد دحبور وخالد أبو خالد، بأن المستقبل سيحمل معه الأمل.
كان حلم هؤلاء الأدباء يتمثل في ربط النشاط الفكري والأدبي والفني بقضايا الحياة العربية المعاصرة، والتصميم على التحرر الثقافي وبناء مستقبل عربي موحد. كما تمنوا أن تكون هزيمة حزيران 1967 نقطة انطلاق لأدب عربي تقدمي ملتزم بقضايا أمته، وعلى رأسها قضية فلسطين.
لكن الواقع العربي، بحسب الكاتب، كان صخرة تحطمت عليها أحلام المثقفين. فالوحدة العربية الشاملة تحولت إلى تجزئة، وتحرير فلسطين إلى تصفية وتهجير، ومحاربة الاستعمار إلى خضوع واستسلام.
ويختتم الكاتب بالإشارة إلى الفجوة بين الحلم والواقع، متسائلاً عما إذا كان جهد المثقفين العرب يذهب سدى. ومع ذلك، يعود ليؤكد تفاؤله، مقتبساً مقولة جده: "غداً ستشرق الشمس".
(أخبار سوريا الوطن-1)