أثارت صورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تماثيل متضررة في الساحة الخارجية لكلية الفنون الجميلة بجامعة حلب، جدلاً واسعاً، مصحوبة باتهامات لجهات حكومية بالتورط في تدميرها.
إجراء إداري:
أوضح يوسف خرفان، مدير المكتب الإعلامي في جامعة حلب، لعنب بلدي أن ما حدث في الكلية لم يكن تدميراً لأعمال فنية قائمة، بل إزالة لمشاريع طلابية قديمة تضررت بفعل العوامل الجوية، وذلك ضمن خطة الصيانة الدورية للحرم الجامعي. ونفى بشكل قاطع مسؤولية أي جهة حكومية عن ذلك، مؤكداً أنه إجراء إداري روتيني للحفاظ على جمالية المكان ودعم إبداعات الطلاب.
وأشار خرفان إلى أن الأعمال الطلابية القيمة يتم حفظها وتوثيقها وعرضها في معارض سنوية، بينما يتم التخلص من الأعمال المتضررة بشكل مدروس. وأكد على سياسة الكلية الواضحة في إبراز مشاريع الطلاب المميزة، مثل المعرض العلمي الختامي "حصاد كلية الفنون" الذي عُرضت فيه مئات الأعمال الإبداعية في 11 أيلول الحالي. وشدد على أن الجامعة تعمل باستمرار على توفير بيئة نظيفة ومنظمة تشجع الطلبة على الإبداع.
رافق انتشار الصور جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، واتهامات لأشخاص بخلفيات متشددة بالوقوف وراء ما جرى، مما زاد من حدة النقاش.
جدل سابق:
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول مصير التماثيل في حلب. ففي السابق، تعرض تمثال الشهداء في ساحة سعد الله الجابري للتهديم أثناء تفكيكه ضمن مشروع تأهيل الساحة، مما أثار انتقادات واسعة وتشكيكاً بالرواية الرسمية التي تحدثت عن نقله وصيانته. وأظهرت مقاطع مصورة استخدام معدات بدائية، ما أدى إلى تحطيم أجزاء من التمثال. واعتبر سكان ذلك تجاوزًا للإجراءات الفنية وانتهاكًا للمعالم الرمزية في ذاكرة المدينة. كما أثار تسجيل فيديو لرجل مجهول قال إنه "سيزال هذا الصنم حتى لا يعبد إلا الله"، الجدل حول الأسباب الفعلية لحادثة الهدم، مسلطًا الضوء على بعد أيديولوجي محتمل يقف خلف بعض المواقف تجاه التماثيل في الفضاء العام.
حلب.. تطوير عمراني أم الإيديولجيا وراء إزالة "تمثال الشهداء"