دمشق-سانا: ضمن فعاليات ملتقى التعليم والتدريب وفرص العمل والتوظيف المقام في دمشق، قدم مدير شركة "روابط" لحلول الأعمال، رازي محي الدين، محاضرة بعنوان "فرص الاستثمار في سوريا: استراتيجيات التميز ومحددات النجاح". ركزت المحاضرة على استراتيجيات الاستثمار في القطاعات الواعدة، وآليات تحقيق النجاح والعوائد المستدامة في بيئة استثمارية متغيرة، والتحديات التي تواجه المستثمرين في السوق السورية.
أكد محي الدين في تصريح لـ سانا أن سوريا تمتلك مزايا استثمارية كبيرة تجعلها بيئة جاذبة لرؤوس الأموال. وأشار إلى أن انخفاض الضرائب والرسوم مقارنة بدول المنطقة، وتوفر المدن الصناعية المجهزة ببنية تحتية مناسبة، إضافة إلى انخفاض تكاليف التشغيل من أجور ورواتب وإيجارات، كلها عوامل محفزة للمستثمرين.
أوضح محي الدين أن توافر المواد الأولية الزراعية والصناعية والمعدنية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا بالقرب من الأسواق الإقليمية، بالإضافة إلى عوامل مستقبلية مثل عودة السوريين تدريجياً، وعودة النشاط السياحي، ورفع محتمل للعقوبات تدريجياً، وزيادة مستويات الدخل، كلها تسهم في تعزيز البيئة الاستثمارية. وشدد على أهمية الشراكة بين المستثمرين المحليين والخبراء الدوليين لتبادل الخبرات وتطوير الكفاءات الإدارية والبشرية.
أشار محي الدين إلى وجود تحديات تتطلب المعالجة، مثل البيروقراطية وتعقيد الإجراءات، وضعف التمويل والسيولة، ومخاطر العقوبات، وضعف الحوكمة في بعض المشاريع. وأوضح أن تجاوز هذه المعوقات يتطلب حلولاً إدارية مثل الاعتماد على الرقمنة وتبسيط الإجراءات، وتنويع أدوات التمويل، وبناء شراكات محلية ودولية، وتطبيق تجارب تشغيلية قبل التوسع، وتفعيل أنظمة الحوكمة والمراجعة المالية.
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق السابق، محمد الحلاق، أن النقاش حول الاستثمار يجب أن يركز على تطوير الفكر الاستثماري، وليس فقط طرح فرص استثمارية. وأوضح أن سوريا تملك مقومات كبيرة للاستثمار، لكن التحديات الأساسية تكمن في القوانين والتشريعات الحالية التي تعيق حركة المستثمرين من الداخل والخارج، مما يتطلب تعديلها بشكل عاجل وإزالة الثغرات الموروثة عن الأنظمة السابقة.
أشار الحلاق إلى أن معظم القطاعات في سوريا، مثل التجارة والصناعة والسياحة والزراعة، تعرضت لدمار واسع، مما يجعل الحاجة إلى الاستثمار أولوية وطنية. ودعا إلى إعداد خريطة استثمارية واقعية توضح أنواع المشاريع المتاحة وقيمتها التقديرية، لمنح المستثمرين الطمأنينة، مشيراً إلى أن رأس المال "ليس جباناً، بل حكيم يبحث عن الأمان والفرص الحقيقية".
بدورها، أكدت المتخصصة في الجغرافيا الاقتصادية، غفران فتحي، أن سوريا اليوم بحاجة إلى مشاريع تتوافق مع واقعها الاقتصادي المتضرر، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية مثل الزراعة، الصناعات التقليدية، السياحة والطاقة المتجددة. وأضافت أن البلاد تملك كوادر وخبرات كافية تؤهلها للنهوض، مشيرة إلى أن العقبات الأساسية أمام الاستثمار لا تزال متمثلة في ضعف البنية التحتية، وضرورة تحديث القوانين والتشريعات لمنح المستثمرين الثقة والطمأنينة.
افتتح معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون الطلاب، عبد الحميد الخالد، في وقت سابق اليوم، ملتقى التعليم والتدريب وفرص العمل والتوظيف في فندق البوابات السبع بدمشق، بمشاركة عدد من الجامعات السورية والعربية.