الخميس, 2 أكتوبر 2025 02:39 AM

في ظل الأزمة الاقتصادية: الشمال السوري يوفر أثاثًا بأسعار تنافسية لسكان دمشق

في ظل الأزمة الاقتصادية: الشمال السوري يوفر أثاثًا بأسعار تنافسية لسكان دمشق

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور القدرة الشرائية للسوريين، أصبح شراء الأثاث والأدوات الكهربائية من دمشق وريفها أمرًا صعبًا على العديد من العائلات. وقد تحولت مناطق الشمال السوري، مثل إدلب وأعزاز، إلى وجهة رئيسية لتأمين هذه المستلزمات، مستفيدة من الفوارق الكبيرة في الأسعار وتنوع البضائع المعروضة.

يؤكد أبو محمد، صاحب صالة لبيع الأدوات الكهربائية في إدلب، أن الطلب تضاعف مؤخرًا من قبل زبائن قادمين من دمشق والساحل السوري، موضحًا أن أسعار الغسالات الآلية تبدأ من 150 إلى 350 دولارًا حسب النوع والحجم والجودة، بينما تتراوح أسعار البرادات بين 200 و475 دولارًا. ويشير إلى أن هذه الأسعار تقل كثيرًا عن نظيراتها في دمشق، حيث تتجاوز أحيانًا الضعف، مما يشجع الكثيرين على التوجه إلى الشمال لشراء احتياجاتهم، خاصة الأدوات الأوروبية الجديدة التي يزداد الطلب عليها مؤخرًا.

أما أبو لؤي، صاحب محل لبيع المجالس العربية في أعزاز، فيشير إلى أن نصف عمله اليوم يذهب لخارج الشمال، موضحًا أن هناك سببان رئيسيان لذلك: أولًا، فرق الأسعار الكبير، وثانيًا، الموديلات الحديثة التي ينتجونها والتي لم تكن متوفرة سابقًا في بقية المحافظات. ويوضح أن أسعار المجالس العربية ذات الجودة العالية تبدأ في الشمال من 200 دولار وتصل إلى 380 دولارًا، بينما تباع القطعة نفسها في دمشق بأكثر من 480 دولارًا (قرابة خمسة ملايين ليرة سورية).

تجارب العائلات تؤكد هذا الفارق الكبير. فراس درموش، الذي عاد من تركيا ليستقر في دمشق، يقول إنه بعد مقارنة الأسعار وجد أن تجهيز منزله من الشمال أوفر بكثير، حيث اشترى مجلسًا وستائر وأدوات كهربائية ومطبخية بقيمة خمسة آلاف دولار، وتمكن من توفير نحو ألف دولار عن الأسعار الموجودة في دمشق وريفها.

هناء الخطيب، ربة منزل من التل بريف دمشق، فضلت شحن أثاثها من أعزاز، موضحة أن أجور النقل مرتفعة، لكن حتى مع حسابها تبقى التكلفة النهائية أقل بكثير من الأسعار في محلات دمشق، حيث تضاعفت أسعار الأثاث بشكل لافت.

يرى تجار أن أسباب تفاوت الأسعار تعود إلى عدة عوامل، أبرزها دخول البضائع التركية عبر المعابر في الشمال، وانخفاض تكاليف النقل والضرائب، مقارنة بدمشق حيث ترتفع أسعار الاستيراد وتثقل السوق الرسوم والاحتكار. وبحسب تقديرات التجار، يوفر المشترون ما بين 20% و40% من قيمة المشتريات عند اختيارهم تجهيز منازلهم من إدلب أو أعزاز بدلًا من دمشق.

مع ازدياد الإقبال، باتت الأسواق في الشمال السوري تنافس بقوة نظيراتها في العاصمة، لتشكل شريانًا اقتصاديًا بديلاً للكثير من السوريين، في وقت تعجز فيه الأسواق في دمشق وريفها عن ضبط أسعارها المتصاعدة، ما يعكس اتجاهًا متناميًا قد يعيد رسم خريطة التجارة الداخلية في البلاد.

مشاركة المقال: