الخميس, 2 أكتوبر 2025 05:29 PM

تادف بريف حلب: دمار واسع وجهود أهلية مضنية لإعادة الحياة

تادف بريف حلب: دمار واسع وجهود أهلية مضنية لإعادة الحياة

تعاني بلدة تادف في ريف حلب الشرقي من وضع مأساوي نتيجة الدمار الشامل الذي لحق بالبنى التحتية والمرافق الحيوية، جراء ممارسات النظام البائد، مما أدى إلى تحويل حياة السكان إلى صراع يومي لتأمين أبسط الاحتياجات الأساسية.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات والتحديات، يظهر الدور المجتمعي جلياً في تقديم الدعم ومواجهة آثار الدمار الذي حل بالبلدة. فقد عمل الأهالي على ترميم ما أمكن ترميمه من المدارس والمراكز الصحية، بإمكانيات محدودة لا تتناسب مع حجم الاحتياجات، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود من الجهات المعنية والمنظمات الدولية لتعزيز عودة المهجرين وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية المناسبة.

ضرورة الدعم الحكومي والمجتمعي لتشجيع الأهالي على العودة

أوضح مصطفى الحامد، رئيس مجلس بلدة تادف، في تصريح لمراسل سانا، أن أبرز التحديات تكمن في الدمار الهائل الذي طال شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى الطرق والمؤسسات العامة كالمدارس والمراكز الصحية، فضلاً عن قطاع الإسكان الذي يعاني من تدهور كبير في المنازل.

وأشار الحامد إلى مساهمات الأهالي في ترميم عدد من المدارس والمستوصف الرئيسي على نفقتهم الخاصة، مؤكداً أن هذه الجهود تبقى غير كافية بالنظر إلى حجم الدمار، مما يتطلب تكامل الجهود الرسمية والأهلية لإعادة تأهيل المدينة، وخاصة البنية التحتية.

من جهته، أكد أسامة الوهاب، أحد سكان البلدة، أن نسبة الدمار تجاوزت 90 بالمئة، بسبب جرائم النظام البائد، مما أدى إلى انعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، وتدهور الأراضي الزراعية التي كانت تشكل مصدر دخل رئيسي للأهالي، بالإضافة إلى ضعف المنظومتين التعليمية والصحية، مما فاقم من معاناة السكان.

بدوره، أشار خليل العبيد إلى صعوبة التنقل نتيجة غياب خطوط النقل من وإلى البلدة، مطالباً الجهات المعنية بالإسراع في تفعيل الخدمات التعليمية والصحية، وتوفير وسائل النقل، بما يسهم في تحسين الواقع الخدمي والمعيشي، ويعزز فرص عودة المهجرين.

يذكر أن بلدة تادف والقرى المحيطة بها شهدت تهجيراً واسعاً منذ حوالي ثماني سنوات، إلا أن العديد من الأهالي بقوا في المنطقة رغم الظروف الإنسانية القاسية. وبعد تحرير سوريا من النظام البائد في الثامن من كانون الأول، بدأت عمليات فتح الطرق وإعادة الحياة تدريجياً.

وكان محافظ حلب عزام الغريب قد التقى في آذار الماضي وفداً من أهالي ووجهاء بلدة تادف التابعة لمنطقة الباب في ريف حلب الشرقي، حيث أكد أهمية التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لمتابعة القضايا الخدمية وتلبية احتياجات المواطنين. كما استمع إلى أهم المطالب والاحتياجات الأساسية للبلدة بهدف إعادة تأهيل البنى التحتية وتنفيذ بعض المشاريع الخدمية الضرورية، مما يسهم في عودة السكان واستقرارهم.

مشاركة المقال: