الجمعة, 3 أكتوبر 2025 01:45 AM

اكتشاف ثوري: بكتيريا داخل الأورام تعزز فعالية العلاج الكيميائي لسرطان القولون

اكتشاف ثوري: بكتيريا داخل الأورام تعزز فعالية العلاج الكيميائي لسرطان القولون

توصل باحثون من مختبر علوم الأبحاث الطبية وجامعة إمبريال كوليدج لندن وجامعة كولونيا إلى اكتشاف واعد، حيث تمكنوا من تحويل بكتيريا تعيش داخل الأورام السرطانية إلى أداة مساعدة في مكافحة السرطان. وكشفوا عن جزيء تنتجه هذه البكتيريا يعمل على تعزيز فعالية العلاج الكيميائي.

أظهرت الدراسات أن الأورام السرطانية تستضيف مجتمعات بكتيرية فريدة من نوعها، وأن هذه الميكروبات لا تقتصر على الوجود داخل الورم فحسب، بل تشارك أيضًا في "الحوار الكيميائي" مع الخلايا السرطانية، مما يؤثر على نمو الورم واستجابة الجسم للعلاج.

في دراسة نشرت في مجلة Cell Systems العلمية، أجرى الباحثون فحصًا شاملاً لأكثر من 1100 حالة على الدودة المجهرية C. elegans. وكشفت النتائج أن بكتيريا E. coli تنتج جزيئًا يسمى 2-ميثايل أيزوسيترات (2-MiCit)، والذي يعزز تأثير دواء 5-فلورويوراسيل (5-FU) المستخدم في العلاج الكيميائي لسرطان القولون والمستقيم.

وأظهرت النماذج الحاسوبية أن الميكروبيوم المرتبط بالأورام لدى المرضى قادر على إنتاج 2-MiCit، مما يشير إلى إمكانية استغلال هذه الجزيئات الطبيعية لتعزيز العلاج الكيميائي الذي يتلقاه المرضى.

وللتحقق من هذه النتائج، قام الباحثون باختبار الجزيء على خلايا سرطانية بشرية مزروعة وعلى نموذج ذبابة مصابة بسرطان القولون. وأظهر 2-MiCit قدرة كبيرة على قتل الخلايا السرطانية وإطالة عمر الذبابة في النموذج التجريبي.

وقال البروفيسور فيليبي كابيريرو، رئيس مجموعة التعاون بين المضيف والميكروبات في مختبر علوم الأبحاث الطبية: "يعمل 2-MiCit على تثبيط إنزيم رئيسي في الميتوكوندريا داخل الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تلف الحمض النووي وتفعيل مسارات تقلل من تقدم السرطان. هذه العملية تجعل الخلايا السرطانية أكثر عرضة للعلاج الكيميائي، وتصبح الفاعلية المضاعفة أكثر وضوحًا مقارنة باستخدام أي من المركبين بمفرده."

تعاون الباحثون مع علماء الكيمياء السريرية لتطوير نسخة صناعية محسنة من 2-MiCit، والتي أظهرت قوة أكبر في قتل الخلايا السرطانية مقارنة بالنسخة الطبيعية. وأضاف فيليبي كابيريرو: "استُخدم الجزيء الطبيعي كنقطة انطلاق لتصميم جزيء أكثر قوة، أي يحسّن مما تقدمه لنا الطبيعة". (EURONEWS)

مشاركة المقال: