الحموضة المنخفضة في المعدة: أعراض خفية ومضاعفات صحية وكيفية العلاج


هذا الخبر بعنوان "انخفاض حموضة المعدة.. المشكلة الصامتة وراء اضطرابات الهضم ونقص التغذية" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٨ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يؤكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي المقيم في لندن، الدكتور أحمد ألبوسودا، أن انخفاض حمض المعدة يُعد من العوامل المحفزة للعديد من أعراض الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات والحرقة، إلى جانب تأثيره على امتصاص الفيتامينات والمعادن، ما قد يؤدي إلى تساقط الشعر وسوء التغذية.
وفي حديثه لصحيفة «تليغراف»، أوضح ألبوسودا أن تقدم العمر يُعد من أبرز الأسباب الطبيعية لانخفاض مستويات الحموضة، إذ تبدأ المعدة بفقدان جزء من حموضتها بدءاً من سن الخمسين تقريباً. كما أن استخدام مضادات الحموضة بشكل مفرط، أو الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، يفاقم من هذه المشكلة.
يحتفظ حمض المعدة بمستوى حموضة يتراوح عادةً بين 1.5 و3.5، وهو ضروري لتعقيم الطعام وقتل البكتيريا الضارة، إضافةً إلى دوره الحيوي في تحليل البروتينات وامتصاص العناصر الغذائية مثل الحديد وفيتامين ب12.
ويوضح ألبوسودا أن عدم كفاية الحموضة يؤدي إلى زيادة الغازات نتيجة التخمر في الأمعاء، وضعف الامتصاص، وتباطؤ في عمليات الهضم. كما يعمل حمض المعدة كمحفز لإفراز العصارة الصفراوية من المرارة، والإنزيمات الهضمية من البنكرياس.
إلى جانب التقدم في العمر، تُشير الأدلة إلى أن التغذية السيئة وتناول الأطعمة المعالجة، ونقص الزنك وفيتامين ب12، من بين أبرز الأسباب المؤدية لانخفاض حمض المعدة. ويضاف إلى ذلك الإفراط في استخدام الأدوية المعادلة للحموضة، أو الإصابة بعدوى جرثومة الملوية البوابية (H. pylori)، التي تصيب بطانة المعدة.
الدكتور فيليب وودلاند، استشاري الجهاز الهضمي في مركز لندن التابع لجمعية المستشفيات الأميركية، يُحذر بدوره من تجاهل العلاقة الوثيقة بين الجهاز العصبي والجهاز الهضمي، مشيراً إلى أن التوتر وقلة النوم قد يُفاقمان المشكلة.
تشمل الأعراض الدالة على انخفاض حمض المعدة: الانتفاخ، التجشؤ، بقايا طعام غير مهضوم في البراز، ونقص الفيتامينات. وينصح الأطباء بإجراء تعديلات في نمط الحياة قبل التوجه إلى الاستنتاجات السريعة. لكن إذا استمرت الأعراض أو ترافقت مع فقدان شهية أو دم في البراز، فيجب مراجعة الطبيب فوراً.
رغم عدم وجود اختبار منزلي مباشر، إلا أن اختبارات الدم قد تكشف عن مؤشرات غير مباشرة، مثل انخفاض مستويات الحديد وفيتامين ب12. كما يُستخدم اختبار قياس الغاسترين، وتنظير المعدة لفحص بطانتها. ولتشخيص دقيق، يمكن مراقبة درجة الحموضة باستخدام أنبوب حساس يُدخل عبر الأنف أو الفم ليسجل الرقم الهيدروجيني على مدار 24 أو 48 ساعة.
يعتمد العلاج على السبب الكامن. فإذا كانت العدوى البكتيرية هي السبب، فقد يُعالج الأمر بمضاد حيوي بسيط. أما في حال وجود اضطرابات مناعية، فالعلاج يتركز على تعويض النقص من خلال حقن فيتامين ب12 وتعديل النظام الغذائي.
وتُستخدم أحياناً مكملات حمض الهيدروكلوريك (HCl) لتحسين الحموضة، لكن يُحذر بعض الأطباء من الإفراط في استخدامها، خاصةً عند وجود ارتجاع في المريء، حيث لا يُصمم هذا الجزء لتحمل الأحماض.
يشدد الخبراء على ضرورة التخفيف من استهلاك الكافيين والكحول، وتحسين جودة النوم، ومضغ الطعام جيداً، والاعتماد على الأطعمة الطبيعية غير المعالجة. وينصح الدكتور ألبوسودا بتجنب المنتجات ذات المكونات الكيميائية المضافة، موضحاً: “إذا بدت العبوة كأنها كتاب كيمياء، فتجنبها”.
في النهاية، يعدّ انخفاض حمض المعدة حالة شائعة لكنها مهملة، وقد تكون وراء كثير من المشكلات الهضمية والتغذوية. ويظل التشخيص المبكر، والالتزام بنمط حياة صحي، مفتاح العلاج الفعّال.
صحة
صحة
منوعات
سوريا محلي