الإثنين, 6 أكتوبر 2025 01:57 AM

عودة الإعلانات المُموّلة من "ميتا" في سوريا: فرص جديدة وتحديات تواجه المسوقين

عودة الإعلانات المُموّلة من "ميتا" في سوريا: فرص جديدة وتحديات تواجه المسوقين

بعد سنوات من الحظر التقني، أعادت شركة "ميتا" (المالكة لمنصات فيسبوك، إنستجرام، واتساب، ماسنجر، ثريدز) تفعيل الإعلانات المُموّلة داخل سوريا. وقد لاحظ المستخدمون في سوريا بدء ظهور هذه الإعلانات خلال تصفحهم منصات التواصل الاجتماعي اعتبارًا من 2 تشرين الأول الحالي.

الشركات الصغيرة تتصدر قائمة المستفيدين

تتيح هذه الخطوة للمعلنين المحليين والشركات إمكانية استخدام أدوات الترويج المدفوعة عبر منصات "ميتا"، ما يمثل تحولًا هامًا في المشهد الرقمي السوري، خاصة في قطاعات التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي وصناعة المحتوى.

أوضح المتخصص في التسويق الإلكتروني والعلاقات العامة، رئبال مرهج، لعنب بلدي أن إعادة تفعيل الإعلانات المُموّلة على منصات "ميتا" ستمنح الشركات فرصة للنمو من خلال الوصول إلى شرائح جمهور أوسع وأكثر تحديدًا، بدلًا من الاعتماد على التسويق المجاني أو المدفوع عبر صفحات مشهورة، كما كان شائعًا في السابق. وأشار إلى أن الشركات الصغيرة ستكون الأكثر استفادة من خلال تحقيق انتشار أوسع بتكلفة مدروسة، شريطة إدارة الميزانية باحتراف وتحقيق عائد واضح من الاستثمار.

فرص وتحديات أمام المسوقين

على الرغم من أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام السوق السورية لإعادة دمجها في المنظومة الرقمية العالمية، وجذب الاستثمارات، وتفعيل التجارة الإلكترونية الداخلية والخارجية، وفقًا لما ذكره رئبال مرهج، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه المعلنين والمسوقين السوريين بعد سنوات من الحظر، وتشمل:

  • ضعف البنية التحتية للدفع الإلكتروني.
  • نقص الخبرات التقنية المتخصصة.
  • الحاجة إلى فهم خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي وتنفيذ الحملات المُموّلة بشكل احترافي.
  • عدم القدرة على تفعيل الإعلانات من حساب بنكي سوري، إذ يتطلب الأمر وجود الحساب المالي خارج سوريا.

الاستفادة والمخاطر المحتملة

ستحفز إتاحة الإعلانات المدفوعة في سوريا صناع المحتوى على إنتاج محتوى احترافي يراعي متطلبات المنصات ضمن "ميتا"، بحسب رئبال مرهج. وأشار إلى أن أكثر المستفيدين في مجال التسويق سيكونون في مجالات التجارة الإلكترونية والسياحة والتعليم الإلكتروني. أما في مجال صناعة المحتوى، فسيكون التركيز على المحتوى الترفيهي والتعليمي، نظرًا إلى أن هذه القطاعات لديها قابلية مباشرة لتحقيق عوائد من المشاهدات والإعلانات.

ولفت مرهج إلى وجود مخاطر تتعلق بالجمهور المستهدف، حيث قد تشمل الإعلانات حملات مضللة أو محتوى غير موثوق، كما يمكن استغلال المنصات للدعاية السياسية المنحازة أو الطائفية.

الحاجة إلى تطوير المهارات

يتطلب الإعلان الرقمي الرسمي من المعلنين السوريين تطوير مهارات إدارة وتنفيذ الحملات بشكل احترافي، وتحليل البيانات، واستخدام أدوات مثل "Business Manager" و"Google Analytics". وأكد المتخصص في التسويق الإلكتروني والعلاقات العامة، رئبال مرهج، أنه بالإضافة إلى ما سبق، يجب على المعلنين تطوير مهارات كتابة المحتوى الإعلاني (كوبي رايتينغ)، وتصميم المحتوى البصري، والأهم لنجاح الإعلان هو اختيار نوع الحملة الإعلانية المناسبة من بين الحملات الست التي توفرها شركة "ميتا".

تمثل إعادة تفعيل الإعلانات المُموّلة على منصات "ميتا" فرصة للشركات السورية والمعلنين للنمو والانتشار، ورغم وجود عدد من التحديات المتعلقة بالمهارات التقنية والبنية التحتية، فإن المحتوى الاحترافي والمستهدف هو المفتاح لتحقيق الاستفادة القصوى.

مشاركة المقال: