الإثنين, 6 أكتوبر 2025 12:54 PM

تحت غطاء ترامب: إسرائيل تواصل القصف الوحشي لغزة رغم إعلان وقف النار "اللفظي"

تحت غطاء ترامب: إسرائيل تواصل القصف الوحشي لغزة رغم إعلان وقف النار "اللفظي"

يوسف فارس: في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تقليص عملياته العسكرية في قطاع غزة، والاقتصار على "الجهد الدفاعي"، استجابة لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار الفوري. ظاهرياً، ساد هدوء نسبي في اليوم الأول بعد إعلان ترامب، خاصة في مدينة غزة، حيث تراجعت الدبابات الإسرائيلية إلى خطوط خلفية، واقتصر القصف على المدفعية.

لكن سرعان ما انكشفت الخدعة، ففي مساء اليوم نفسه، دمرت الطائرات الحربية منزلاً لعائلة عبد العال في حي التفاح، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 19 مدنياً تحت الأنقاض. ومع عدم إثارة هذه الجريمة أي ردود فعل قوية، بل مع تقدير ترامب بأن إسرائيل أوقفت النار تمهيداً لتبادل الأسرى، استأنف جيش الاحتلال القصف بكامل قوته.

شهد اليوم التالي عودة كاملة لوتيرة إطلاق النار التي سبقت ليل الجمعة – السبت، علماً أن يوم السبت قد شهد استشهاد 72 فلسطينياً جراء الغارات على مناطق متفرقة في القطاع، بينهم 42 شهيداً في مدينة غزة وحدها. ومنذ صباح اليوم التالي، بدأت المدفعية في قصف جميع مناطق مدينة غزة، من شارعي الجلاء والنصر شمالاً حتى الثلاثيني جنوباً. كما نسف العدو جميع مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة جنوب المدينة، وشنّت طائراته الحربية عشرات الغارات على أحياء الشجاعية والرمال والصبرة.

في نقاط توزيع المساعدات الأميركية، استشهد 4 مواطنين في نقطة الشاكوس شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع. وشهد شارع النفق في مدينة غزة عمليات نسف وتدمير واسعة لمنازل السكان بواسطة العربات المفخّخة. وقصفت الطائرات الحربية منزلاً مأهولاً لعائلة سكيك في حي الرمال، مما تسبب في سقوط ضحايا بين شهيد وجريح ومفقود. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن وتيرة القصف الإسرائيلي وعمليات النسف قد تضاعفت عما كانت عليه في أيام الإبادة التي سبقت إعلان الرئيس الأميركي ضرورة وقف إطلاق النار.

مع ساعات المساء، تصاعدت الغارات الجوية والمدفعية، مستهدفة المناطق الشرقية لحي التفاح. وأطلقت مُسيّرات من نوع «كوادكابتر» قنابل متفجّرة على مدرسة «أسماء» التي تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وعاودت الطائرات المُسيّرة استهداف تجمّعات المواطنين في شارع النفق شمال شرق المدينة، في حين سجّلت الطواقم الطبية إصابة 5 أشخاص في استهداف تجمعات المواطنين في حي الصبرة جنوب المدينة.

في غضون ذلك، أكّد رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، في تصريح من محور «نتساريم» وسط القطاع، أنه «لا يوجد وقف لإطلاق النار، لكنّ الوضع العملياتي تغيّر». وأضاف: «المعركة لم تنته. علينا أن نبقى يقظين ومستعدّين للدفاع. وأن نتهيّأ لاستئناف القتال في لحظة، إذا أُطلق سراح المخطوفين. نحن هجوميون وندمّر العدو وهو في طور التشكّل». ولفت إلى أن «الهدف أن لا نسمح لحماس بأن تستمر كهيئة سياسية وعسكرية في غزة. وإذا دعت الحاجة سنقاتل لتحقيق ذلك. وإذا تم التوصّل إلى اتفاق سيحافظ الجيش على مناطق سيطرة أمامية تتيح مرونة عملياتية كاملة والعودة إلى أي موقع مطلوب».

في الختام، لم يغير قرار ترامب بوقف القصف من الواقع الميداني، سوى لناحية إعطاء انطباع خادع بعودة الهدوء، بينما تستمر جريمة الإبادة الجماعية في ظلام تفرضه المستجدّات السياسية التي تزاحم أخبار الميدان.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: