الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 12:03 AM

ارتفاع جنوني للدولار والذهب في سوريا: ما الأسباب الجذرية وتوقعات الخبراء؟

ارتفاع جنوني للدولار والذهب في سوريا: ما الأسباب الجذرية وتوقعات الخبراء؟

شهد سعر صرف الدولار الأمريكي والذهب في السوق السوداء في سوريا، اليوم الاثنين 6 تشرين الأول، ارتفاعًا ملحوظًا، حيث قفز الدولار بنحو 300 ليرة سورية عن الأيام الماضية، ليصل إلى 11600 ليرة، وفقًا لموقع "الليرة اليوم". في المقابل، حدد مصرف سوريا المركزي سعر الصرف الرسمي للدولار عند 11000 ليرة سورية.

كما ارتفع سعر الذهب في الأسواق السورية بمقدار 15 ألف ليرة سورية، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطًا مليونًا و285 ألف ليرة سورية للمبيع، ومليونًا و265 ألف ليرة سورية للشراء. أما غرام الذهب عيار 18 قيراطًا، فقد سجل مليونًا و100 ألف ليرة سورية للمبيع، ومليونًا و80 ألف ليرة سورية للشراء، بحسب نشرة نقابة الصاغة بدمشق اليومية.

ما الأسباب وراء هذا الارتفاع؟

الدكتور عبد الرحمن محمد، الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة "حماة"، أوضح في حديث لـ عنب بلدي أن عدة عوامل تقف وراء هذا الارتفاع، أبرزها:

  1. شح الدولار في السوق المحلية: نتيجة للعقوبات الاقتصادية، وتراجع الصادرات، وغياب الاستثمارات الأجنبية، مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار مقابل العرض المحدود.
  2. التضخم العالمي والمحلي: ارتفاع معدلات التضخم عالميًا نتيجة الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية (مثل الحرب الروسية الأوكرانية)، ما دفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كملاذ آمن، وبالتالي ارتفاع أسعاره.
  3. السياسات النقدية: خفض الفائدة على الدولار الأمريكي عالميًا أدى إلى زيادة الطلب على الذهب كبديل استثماري، ما ساهم برفع أسعاره.
  4. السوق الموازية: الفجوة بين السعر الرسمي للدولار وسعره في السوق الموازية تغذي المضاربات، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل متسارع.

وتوقع الدكتور محمد أن يتخطى سعر الدولار الأمريكي الواحد 12 ألف ليرة سورية، في ظل استمرار شح الدولار، وزيادة الطلب عليه نتيجة الاعتماد الكبير على الاستيراد، والتضخم المحلي.

وأشار إلى أن ارتفاع سعر الدولار يؤثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطن السوري، حيث يرفع أسعار السلع الأساسية المستوردة، ويضعف القدرة الشرائية للمواطنين، مؤديًا إلى تضخم مفرط وتآكل مدخراتهم.

السياسات النقدية غير فعالة

وحول الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر في السوق السوداء، أوضح الدكتور محمد أن السياسات النقدية غير الفعالة، وتحديد سعر صرف رسمي منخفض لا يعكس الواقع الاقتصادي، يؤدي إلى ظهور سوق موازية نشطة لتلبية الطلب الحقيقي على الدولار الأمريكي. كما أن قلة المعروض من الدولار الأمريكي في السوق الرسمية تدفع التجار والمستوردين إلى اللجوء للسوق الموازية، مما يعمق الفجوة بين السعرين، إضافة إلى أن فرض قيود على التحويلات المالية، وسحب العملات الأجنبية من البنوك الرسمية، يدفع الأفراد والشركات إلى السوق الموازية لتلبية احتياجاتهم.

وذكر أن الذهب يسعر عالميًا بالدولار الأمريكي، و أي ارتفاع في سعر الدولار محليًا يؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب بنفس النسبة تقريبًا، ويلجأ المستثمرون إلى الذهب والدولار كملاذين آمنين، إضافة إلى أن الطلب على الذهب يرتفع بسبب تآكل العملة المحلية، واندفاع المواطنين لشرائه كوسيلة لحفظ القيمة.

ما الحلول المقترحة؟

يرى الدكتور محمد أن الحلول تكمن في إصلاحات اقتصادية شاملة، تشمل تعزيز الإنتاج المحلي، وجذب الاستثمارات، وتبني سياسات نقدية أكثر مرونة وشفافية.

وختم بالإشارة إلى أن ارتفاع كل من الذهب والدولار الأمريكي في سوريا يعكس التحديات الاقتصادية العميقة التي تواجهها البلد، بدءًا من شح العملات الأجنبية، مرورًا بالتضخم، وصولًا إلى غياب سياسات نقدية فعالة.

وفي سياق متصل، سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا في مطلع الأسبوع، مقتربًا من عتبة أربعة آلاف دولار للأونصة، مستفيدًا من إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة مع استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة. وأدى الإغلاق الحكومي الفيدرالي إلى تأجيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية، التي كان من المقرر نشرها في 3 من تشرين الأول الحالي، مما زاد من غموض التوقعات الاقتصادية، وارتفاع الذهب 1.5% متجاوزًا 3945 دولارًا للأونصة، بحسب موقع "الشرق" الاقتصادي.

مشاركة المقال: