الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 04:10 PM

بين غلاء البذور والجفاف: قلق يساور مزارعي ريف الرقة

بين غلاء البذور والجفاف: قلق يساور مزارعي ريف الرقة

يعيش مزارعو ريف الرقة حالة من الترقب والحذر هذه الأيام، فهم من جهة يتطلعون إلى استثمار أراضيهم البعلية لتعويض خسائر السنوات الماضية، ومن جهة أخرى يخشون من الارتفاع المستمر في أسعار البذور ومن احتمال قلة الأمطار، الأمر الذي يهدد مستقبل موسمهم الزراعي.

تعتمد الزراعة البعلية في هذه المنطقة بشكل أساسي على مياه الأمطار، مما يجعلها عرضة لتقلبات الطقس والمخاطر المناخية. ويُعد ارتفاع أسعار بذور القمح والشعير التحدي الأكبر الذي يواجهه المزارعون هذا الموسم، حيث وصل سعر طن الشعير إلى حوالي 550 دولارًا، بينما بلغ سعر طن القمح 450 دولارًا، مما زاد من تكاليف الزراعة بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة.

يحتاج كل دونم من الأرض إلى حوالي 15 كيلوجرامًا من البذور، لتصل التكلفة الإجمالية مع أجور الحراثة إلى ما يقارب 32 دولارًا للدونم الواحد، وهو مبلغ كبير بالنسبة للمزارعين الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي لرزقهم.

وفي حديث لمنصة سوريا 24، قال المزارع محمد الشيخ من بلدة عين عيسى: "غلاء البذور أثر علينا بشكل كبير، خاصة وأننا لا نضمن هطول الأمطار. لهذا السبب قمنا بتقليل المساحات المزروعة. أمتلك حوالي 500 دونم من الأراضي البعلية، لكنني سأزرع فقط مئة دونم وسأؤجر الباقي. الوضع صعب ولا نعلم كيف سنتحمل التكاليف إذا لم تكن الأمطار كافية."

كما أوضح المزارع عيسى العبيد في حديثه لمنصة سوريا 24: "الزراعة البعلية تعتمد بشكل كامل على الأمطار، ولكن مع ارتفاع الأسعار أصبح معظم الناس مترددين في الزراعة. الخوف الأكبر هو الخسارة. نحن بحاجة إلى دعم لتخفيف التكاليف وضمان إنتاج يخفف من معاناتنا."

من جانبه، أعرب المزارع الشاب فهد الجابر من ريف الرقة في تصريح لمنصة سوريا 24 عن أمله رغم المخاوف قائلاً: "الظروف ليست سهلة، وأسعار البذور ارتفعت كثيرًا، لكن لا يمكن أن نترك الأرض بلا زراعة. نشعر أننا مضطرون للمجازفة، ونأمل أن تكون الأمطار كافية هذا الموسم لتعويض خسائرنا السابقة."

وتشير المعطيات إلى أن الإقبال على الزراعة البعلية هذا العام ضعيف نسبيًا، على الرغم من انخفاض تكاليفها مقارنة بالزراعة المروية التي تتطلب نفقات أعلى للري والأسمدة. كان من المتوقع أن تشهد الأراضي البعلية نشاطًا أكبر، إلا أن التذبذب الاقتصادي والمناخي جعل المزارعين يتعاملون بحذر.

ويؤكد الفلاحون على ضرورة توفير دعم حكومي ومجتمعي، من خلال تأمين بذور بأسعار مدعومة ومستلزمات زراعية ميسّرة، باعتبار أن الزراعة البعلية تمثل فرصة حقيقية لاستقرار إنتاج الحبوب في الريف، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وندرة الموارد.

مشاركة المقال: