تعاني مدينة رأس العين، الواقعة شمال غربي الحسكة، من أزمة خبز حادة منذ ما يزيد عن أسبوع، وذلك نتيجة لتراجع حاد في كميات الخبز المنتجة من قبل الفرن الآلي الوحيد في المدينة. وقد أدى هذا النقص إلى تفاقم معاناة الأهالي وفتح الباب أمام استغلال التجار وأصحاب البسطات الذين قاموا برفع الأسعار بشكل كبير.
وصل سعر ربطة الخبز (التي تحتوي على عشرة أرغفة بوزن 1100 غرام) في السوق إلى حوالي سبعة آلاف ليرة سورية، بعد أن كانت تباع في الفرن بسعر 1500 ليرة سورية فقط. وفي ظل سعر صرف الدولار الذي يبلغ حوالي 11,200 ليرة سورية، يجد السكان صعوبة بالغة في توفير الخبز.
يعتمد معظم سكان رأس العين، البالغ عددهم حوالي 115 ألف نسمة، على الزراعة كمصدر دخل رئيسي. ومع ذلك، لا تتجاوز أجرة العامل اليومية دولارين أمريكيين (أي حوالي 30 ألف ليرة سورية)، مما يجعل تأمين الخبز عبئًا يوميًا متزايدًا على كاهل الأسر.
أسباب الأزمة
أوضح زياد ملكي، المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي في رأس العين، لمنصة سوريا 24 أن السبب الرئيسي للأزمة يكمن في انخفاض كميات الطحين المخصصة للفرن الآلي، نتيجة لانقطاع الإمدادات الواردة من قبل منظمة "إدارة الكوارث والطوارئ التركية" (AFAD).
وأضاف ملكي أن منظمة AFAD كانت تقوم بإدخال حوالي 600 طن من الطحين شهريًا إلى المدينة بشكل مجاني، لتوزيعها على الأفران لتغطية احتياجات السكان اليومية من الخبز. وأشار إلى أن توقف هذه الإمدادات خلال الأسابيع الأخيرة قد تسبب في عجز كبير في الإنتاج، مما أدى إلى تقليص التوزيع وارتفاع الأسعار.
وأشار ملكي إلى أن المجلس المحلي قد تدخل مؤقتًا لاحتواء الأزمة من خلال شراء حوالي 150 طنًا من الطحين هذا الأسبوع، وذلك لتأمين احتياجات الأهالي بشكل جزئي إلى حين وصول دفعات جديدة من الطحين. وأكد أن المجلس يواصل التنسيق مع منظمة AFAD لإدخال كميات إضافية خلال اليومين القادمين، مما سيساهم في حل الأزمة بشكل نهائي.
معاناة الأهالي
أفادت سلمى العيسى، وهي سيدة من سكان المدينة، لمنصة سوريا 24 أنها لم تتمكن من الحصول على الخبز منذ أكثر من أسبوع، بعد توقف المخصصات التي كانت تصلها من المندوب بشكل تام. وأوضحت العيسى أنها اضطرت إلى شراء الطحين من المحال التجارية بأسعار مرتفعة بلغت حوالي 200 ليرة تركية للكيس الواحد الذي لا يتجاوز وزنه ثلاثة كيلوغرامات، مشيرة إلى أنها تقوم بالخبز في منزلها بطرق بدائية، مستخدمة وسائل بديلة عن الحطب الذي أصبح نادرًا وغالي الثمن.
وأضافت أن شراء الخبز من السوق السوداء أصبح أمرًا مستحيلًا بالنسبة لها، حيث وصل سعر الربطة إلى ما بين عشرة آلاف و15 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يتجاوز قدرة معظم الأسر في المدينة.
وتستمر أزمة الخبز في رأس العين وسط تخوف السكان من استمرار الانقطاع في إمدادات الطحين، مما قد يفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة في المدينة التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتها الأساسية.