الخميس, 9 أكتوبر 2025 08:47 AM

حلب تستفيق على ليلة دامية: دمشق و"قسد" تتبادلان الاتهامات حول الاشتباكات

حلب تستفيق على ليلة دامية: دمشق و"قسد" تتبادلان الاتهامات حول الاشتباكات

اشتباكات دامية تهز حلب.. دمشق و"قسد" تتبادلان الاتهامات

شهدت مدينة حلب السورية ليلة متوترة إثر اشتباكات بين القوات الحكومية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتركزت الاشتباكات العنيفة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، اللذين يقطنهما غالبية كردية، وذلك عقب تفجير نفق صباح الاثنين من قبل القوات الحكومية في المنطقة الفاصلة بين الجانبين في حي الأشرفية.

الرواية الحكومية

أفادت السلطة الانتقالية في دمشق برصد نفق تابع لقوات سوريا الديمقراطية "يربط مواقعها بمكان خلف مواقع الجيش والأمن بمحيط حي الأشرفية لتنفيذ اعتداءات وأعمال تخريبية". وأضافت الحكومة السورية أن قواتها "فجّرت النفق وأعادت الانتشار حول حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، فيما قام الأمن الداخلي بنشر حواجز لمنع تسلل مقاتلي قسد".

واتهمت دمشق "قسد" بـ"إرسال عناصرها بلباس مدني" والاشتباك مع قوى الأمن الداخلي بالعصي والحجارة أثناء "تسلل عناصر مسلحين من قسد استهدفوا حواجز الأمن الداخلي"، وفقا لـ"الإخبارية السورية". كما ذكرت دمشق أن "قسد" استهدفت الأحياء المحيطة بالأشرفية والشيخ مقصود بقذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما مدني ووقوع إصابات في صفوف المدنيين والقوات الحكومية، حسب "الإخبارية".

رواية "قسد"

من جهتها، ذكرت قوات سوريا الديمقراطية في بيان أن "ما يجري في حلب نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة المؤقتة ومحاولاتها التوغل بالدبابات". وأضافت القوات المدعومة أمريكيا: "تتناقل بعض الوسائل الإعلامية مزاعم باطلة تفيد بأن قوات سوريا الديمقراطية استهدفت حواجز تابعة لمسلحي حكومة دمشق في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب".

وأكدت "قسد" التي تسيطر على جزء كبير من مناطق شرق نهر الفرات في سوريا: "نؤكد بشكل قاطع أن هذه الادعاءات غير صحيحة إطلاقاً، فقواتنا لا وجود لها في المنطقة منذ انسحابها بموجب تفاهم 1 نيسان". وتابعت قسد: "ما يحدث في حيي الأشرفية والشيخ مقصود هو نتيجة سلسلة من الهجمات المتكررة التي تقوم بها فصائل حكومة دمشق ضد السكان المدنيين، حيث فرضت حصاراً أمنياً وإنسانياً خانقاً، وقطعت الإغاثة والمواد الطبية، واختطفت العديد من الأهالي، وواصلت الاستفزاز اليومي للسكان على الحواجز وفي محيط الحيين، ومؤخراً قامت برفع السواتر الترابية في محيط الحيين وفرض الحصار".

وأضافت القوات ذات القيادة الكردية: "وفي تصعيد خطير، تحاول تلك الفصائل التوغل بالدبابات والمدرعات وتستهدف الأحياء السكنية بقذائف الهاون والطيران المسيّر، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين وأضرار جسيمة بالممتلكات". وتابعت "قسد": "تلك الممارسات أدت إلى استفزاز الأهالي ودفعهم للدفاع عن أنفسهم، إلى جانب قوى الأمن الداخلي في الحيين، التي تقوم بواجبها في حماية المدنيين وحفظ الأمن والاستقرار".

وأكملت: "نحمّل حكومة دمشق المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استمرار الحصار الخانق والانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين، وعن التصعيد الخطير الأخير الذي يفاقم معاناة السكان ويهدد الاستقرار في المنطقة، وتكشف استخفافها المتعمد بحياة الناس وكرامتهم".

واختتمت "قسد" بيانها بالقول: "ندعو المنظمات الدولية والإنسانية إلى التحرك العاجل والفعّال لإنهاء هذا الحصار الجائر، ووقف الهجمات والاستفزازات الممنهجة ضد المدنيين".

وأعلنت السلطة الانتقالية في دمشق في وقت لاحق التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين وعودة الهدوء للحيين اللذين شهدا توترات لساعات.

مشاركة المقال: