الخميس, 9 أكتوبر 2025 06:15 AM

من فرنسا إلى المخيمات: حملة "صفر خيمة" تبعث الأمل في قلوب العائلات السورية

من فرنسا إلى المخيمات: حملة "صفر خيمة" تبعث الأمل في قلوب العائلات السورية

أطلقت زينة سلاح، صاحبة فكرة حملة "صفر خيمة"، مبادرة إنسانية بالتعاون مع منظمتي Smile Younited وSyria Charity، تستهدف دعم العائلات السورية المتضررة من الحرب، وخاصة الأيتام وكبار السن والمصابين وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأوضحت زينة أن فكرة الحملة بدأت بمنشور على فيسبوك بعد فترة وجيزة مما وصفته بـ "التحرير" وانتصار الثورة، مشيرة إلى أن "مكتسبات الثورة لم تتحقق بالكامل، لأن أهلنا ما زالوا في المخيمات".

تهدف الحملة إلى توجيه المغتربين السوريين وغير السوريين للمساهمة في ترميم منازل العائلات في المخيمات، والانتقال لاحقًا إلى بناء منازل جديدة، وذلك لإعادة الأمل والأمان للعائلات السورية التي أنهكتها الحرب.

انطلقت الحملة من مدينة رين الفرنسية، التي تضم جالية سورية كبيرة تتجاوز ألفي شخص، واعتمدت على روابط الجمعيتين الداعمتين، وأرباح المعرض الفلكلوري الخيري، وبيع رسومات أطفال من المخيمات، بالإضافة إلى مساهمات فردية لتغطية فواتير ترميم المنازل.

ونظرًا لارتفاع تكلفة البناء، بدأت الحملة بترميم المنازل تدريجيًا بدلًا من البناء الكامل، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من التبرعات.

في الشهر الرابع من العام الجاري، أطلقت الحملة أولى فعالياتها من خلال بازار خيري فلكلوري في مدينة رين، بمشاركة أطفال وأمهات من المدينة والمدن المجاورة، وتضمن البازار عروضًا فنية وثقافية وأنشطة ترفيهية، وخصصت أرباحه لدعم الحملة.

أسفرت الجهود عن ترميم 76 منزلًا، وتمكين إحدى العائلات من العودة إلى منزلها، بفضل التبرعات التي جُمعت في بازار رين وحفلة باريس الخيرية التي أقامتها جمعية Smile Younited، وعبر روابط التبرع الخاصة بالجمعيتين.

وخلال حفل خيري استمر يومين، تمكنت الحملة من تغطية فواتير ترميم 9 منازل إضافية، وسط تفاعل كبير من الجالية السورية، ومشاركة من الجاليتين العربية والتركية في المدينة.

وبلغ حجم التبرعات التي جُمعت حتى الآن نحو 13 ألف يورو، والحملة مستمرة في استقبال التبرعات عبر رابط إلكتروني مباشر.

وأكدت زينة سلاح أن التفاعل المتزايد أعطى الحملة دفعة قوية للاستمرار، مع تنامي الإقبال من مختلف مكونات الجاليات العربية، معربة عن إيمانها بدور المغترب السوري في دعم المخيمات المنسية، داعية إلى عودة المنظمات الإنسانية إلى هذه المناطق.

من جهته، قال محمد العلاوي، متطوع في الحملة، إن التفاعل بدأ من الجالية السورية، ثم توسّع ليشمل الجاليتين العربية والتركية، بدعم من جمعيات وكنائس فرنسية.

أما عائشة محمد، وهي جزائرية مقيمة في فرنسا، فقالت: "الوضع في دمشق يتطلب منا المساهمة في نصرة إخوتنا بعد رحيل الديكتاتور".

تعكس حملة "صفر خيمة" روح التضامن التي لا تزال تنبض في قلوب السوريين، حيث استطاعت جهود تطوعية ومبادرات فردية أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المئات، ومع استمرار الدعم، يبقى الأمل قائمًا بأن تتحول الخيام إلى منازل دافئة.

مشاركة المقال: