تصعيد إسرائيلي في غزة يعرقل المفاوضات.. وحماس ترفض شروطًا "مستحيلة" لوقف إطلاق النار

صعّد الجيش الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة بعد ساعات من رفض “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) عرضًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار. وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الجمعة 18 من نيسان، إن الغارات الجوية الإسرائيلية أصابت نحو 40 هدفًا في أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الماضية. وأضافت الوكالة أن القوات الإسرائيلية تعمل في منطقتي الشابورة وتل السلطان بالقرب من مدينة رفح الجنوبية، وكذلك في شمال غزة، حيث سيطرت على مناطق واسعة شرق مدينة غزة.

ويحاول الوسطاء المصريون إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في كانون الثاني الماضي، والذي انهار عندما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية وأرسلت قوات برية إلى غزة. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في غزة، خليل الحية، اليوم، إن الحركة مستعدة لمبادلة جميع الرهائن الـ59 المتبقين بالفلسطينيين المسجونين في إسرائيل مقابل إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة. لكن الحية رفض العرض الإسرائيلي الذي يتضمن مطلبًا بأن تلقي “حماس” سلاحها، ووصفه بأنه يفرض “شروطًا مستحيلة”.

لم ترد إسرائيل رسميًا على تعليقات مسؤول “حماس”، لكن وزراءها أكدوا مرارًا ضرورة نزع سلاح “حماس” تمامًا، وعدم السماح لها بالاضطلاع بدور في إدارة غزة مستقبلًا. يتضمن عرض وقف إطلاق النار الذي قدمته إسرائيل عبر وسطاء مصريين محادثات حول تسوية نهائية للحرب، لكن دون التوصل إلى اتفاق حاسم. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن القوات الإسرائيلية ستبقى في المنطقة العازلة حول الحدود التي تمتد الآن إلى عمق غزة، حتى بعد أي تسوية.

في السياق ذاته، يستمر تدهور الواقع الإنساني في غزة، حيث قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم، إن المساعدات والإمدادات الإنسانية لم تدخل إلى قطاع غزة منذ 2 من آذار الماضي، عندما فرضت السلطات الإسرائيلية حصارًا هو الأشد منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في تشرين الأول 2023. وأضافت “أونروا” أن استئناف القصف وانعدام وصول الإمدادات الإنسانية يؤثران على قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على تلبية احتياجات السكان من الغذاء والماء والصرف الصحي والمأوى وغيرها.

بدورها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الخميس، إن التجويع الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة بات سياسة معلنة لحكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وأضافت الصحيفة في تقرير بعنوان: “على إسرائيل أن تتوقف عن تجويع غزة”، أن “هذه السياسة تستند إلى رواية شعبوية كاذبة”. وتابعت الصحيفة مستنكرة ذلك الإجراء قائلة، “النتيجة جريمة إنسانية متواصلة. تحت رعاية حكومة إسرائيل الكابوسية، أصبح تجويع إسرائيل لأكثر من مليوني فلسطيني أمرًا طبيعيًا تمامًا”.