الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 03:44 PM

الأبرشية الأرثوذكسية تتصدى لمحاولات قسد لفرض مناهجها الدراسية وسط رفض شعبي واسع

الأبرشية الأرثوذكسية تتصدى لمحاولات قسد لفرض مناهجها الدراسية وسط رفض شعبي واسع

أعلنت أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس رفضها القاطع لفرض مناهج دراسية تابعة لقسد في منطقة الجزيرة، مؤكدة تمسكها بتدريس المنهاج الحكومي لأبنائها. وتشير الأبرشية إلى وجود نحو عشرين مدرسة تابعة لعدة طوائف مسيحية في المنطقة.

وقال مطران الأبرشية مار موريس عمسيح، في تصريح لوكالة سانا، إن المدارس التابعة للأبرشية ستعتمد فقط المنهاج الرسمي الصادر عن وزارة التربية والمعترف به دولياً. وأوضح أن الحوار مع "قسد" استمر لأكثر من شهر، حيث حاولت الأخيرة فرض خيارين فقط: اعتماد منهاج قسد أو منهاج "اليونيسيف"، دون أي ترخيص أو موافقة من وزارة التربية في دمشق، مؤكداً أن هذا الأمر مرفوض تماماً من قبل إدارة المدارس.

من جهتها، أفادت مديرة إحدى المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، والتي فضّلت عدم الكشف عن اسمها لدواعٍ أمنية، لموقع حلب اليوم، بأن الإدارة الذاتية التابعة لقسد أغلقت كافة المدارس التي تُدرِّس المنهاج الحكومي، الذي تُسميه "منهاج دمشق"، دون الاعتراف بالحكومة، وفرضت مناهجها الخاصة على جميع المدارس، بما في ذلك المدارس التابعة للأبرشية. ورغم ذلك، رفضت الأبرشية هذا الإجراء وواصلت تدريس المناهج الحكومية، مما دفع قسد إلى إرسال دوريات عسكرية وإغلاق تلك المدارس التابعة للأبرشية بالقوة.

وأوضحت المديرة أن مختلف المكوّنات في تلك المنطقة يرفضون مناهج الإدارة الذاتية، ليس فقط بسبب ما تتضمّنه من أفكار ومعلومات، بل أيضًا لأنها غير معترف بها رسميًا. وأشارت إلى أن الأهالي يرغبون في تدريس المنهاج الحكومي كونه معترفًا به، بينما يؤثر منهاج الإدارة الذاتية سلبًا على مستقبل أبنائهم التعليمي.

كما أغلقت قسد المعاهد الخاصة التي تقوم بتدريس المنهاج الحكومي لطلاب شهادتي التاسع والبكالوريا، ولاحقت حتى الأساتذة الذين يقدمون دورات خاصة. ولجأ الأهالي إلى تلك الدورات والمعاهد على أمل أن يتمكن أبناؤهم من تقديم الامتحانات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وأكدت المديرة وجود رفضٍ لمناهج قسد حتى من المكوّن الكردي، حيث إنها تتيح التدريس بمكوّنين: عربي وكردي. وأضافت أنّ نسبة كبيرة من الأكراد يرغبون في تدريس أبنائهم باللغة العربية، ويسجلونهم ضمن المكوّن العربي كي يتمكنوا لاحقًا من متابعة الدراسة في المدارس الحكومية والمعاهد والجامعات باللغة العربية. كما أنّ بعضهم يُضطر لإرسال أبنائه إلى مدارس قسد رغم رفضهم لها، لعدم وجود بديل، حتى لا يبقى أبناؤهم بلا تعليم.

كما فرضت قسد مناهجها الخاصة على السنة الأولى في الجامعات بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تسمح بدراسة المنهاج الحكومي بدءًا من السنة الثانية فما فوق، أما طلاب السنة الأولى فقد أُجبروا على دراسة مناهج الإدارة الذاتية. وأكدت المديرة أنّ العديد من الأكراد يرسلون أبناءهم للدراسة ضمن المكوّن العربي للأسباب السابقة، حيث يُخفون هويتهم ويدّعون أنهم عرب، ويوصون أبناءهم بعدم التحدث باللغة الكردية حتى لا يُكتشف أمرهم، لأن عقوبتهم ستكون أشدّ من غيرهم، باعتبارهم "تخلّوا عن قوميتهم" وفقًا لاعتبارات قسد.

وأشار المطران إلى أن مدارس الأبرشية التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من مئة عام تعتمد الشهادات السورية الرسمية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، لافتاً إلى أن فرض مناهج غير معترف بها يهدد مستقبل الطلاب وتراخيص المدارس التي تضم طلاباً من مختلف المكونات من عرب وأكراد وآشوريين وأيزيديين وغيرهم.

وأضاف أن قسد طردت الطلاب من المدارس بعد رفض الأبرشية اعتماد مناهجها، ما أدى إلى إيقاف العملية التعليمية واستمرار العمل الإداري فقط، مبيناً أن العودة إلى التعليم ممكنة فقط في حال اعتماد المنهاج السوري الموحد وبترخيص رسمي من وزارة التربية في دمشق.

وكانت الإدارة الذاتية قد أغلقت مدارس مسيحية تابعة للسريان والأرمن، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها، في 30 من أيلول الماضي، كما اقتحمت قوات الأمن الداخلي التابعة لها والمعروفة باسم "الأسايش" مدارس مسيحية خاصة في مدينة القامشلي وأغلقتها بالقوة.

مشاركة المقال: