الخميس, 9 أكتوبر 2025 12:20 PM

توضيح أمريكي بعد الجدل التركي: براك يدافع عن زيارته للحسكة ويكشف أهدافها

توضيح أمريكي بعد الجدل التركي: براك يدافع عن زيارته للحسكة ويكشف أهدافها

شبكة أخبار سوريا والعالم – في أعقاب الجدل الذي أثارته صورة من زيارته إلى الحسكة، أوضح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، أن الزيارة لا تتعارض مع المصالح التركية، مؤكدًا أن مهمته تهدف إلى تعزيز التعاون.

وكان براك قد زار الحسكة في 6 تشرين الأول الحالي، برفقة قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، براد كوبر، حيث التقى بقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، لإجراء محادثات. وقد انتشرت صورة من اللقاء أظهرت ولاية هاتاي التركية (لواء إسكندرون الذي ضمته تركيا إلى أراضيها) كجزء من الأراضي السورية، مما أثار انتقادات في تركيا.

وفي تغريدة على حسابه بمنصة "إكس" اليوم الأربعاء 8 تشرين الأول، صرح براك: "زرتُ الحسكة مبعوثًا لتسهيل ومتابعة التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق 10 آذار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية".

وشدد المبعوث الأمريكي على أهمية اتفاق 10 آذار، معتبرًا أنه حيوي لاستقرار وأمن سوريا، وكذلك للمصالح الاستراتيجية لكل من تركيا والولايات المتحدة.

وأكد براك أن زيارته تمت بـ"شفافية تامة" و"بروح تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتنسيق مكافحة الإرهاب، ووصول المساعدات الإنسانية"، مشيرًا إلى أن هذه الأمور تخدم مصالح تركيا الأمنية والاقتصادية بشكل مباشر.

كما نفى براك أي "تلميح" إلى أن الزيارة تضمنت أنشطة "تقوض المصالح الوطنية لتركيا" أو وحدة أراضيها، واصفًا ذلك بأنه "عارٍ عن الصحة" تمامًا.

ووصف اتهامه بـ"وجود خريطة لم أرها قط في غرفة اجتماعات لم أدخلها من قبل" بأنه ادعاء "سخيف تمامًا".

وأكد المبعوث الأمريكي أن مهمته كانت ولا تزال "متمحورة حول تعزيز آليات التعاون التي تُقلل من التهديدات العابرة للحدود وتدعم الهدف الأوسع المتمثل في السلام وإعادة الإعمار الإقليمي".

خلفيات الصورة المثيرة للجدل

انتشرت صورة براك مع عبدي في الحسكة على نطاق واسع عبر الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، حيث أظهرت ولاية هاتاي التركية (لواء إسكندرون) كجزء من الأراضي السورية، مما أثار جدلًا واسعًا.

وقد لفت انتباه الصحفي التركي مصطفى ديليك من هاتاي إلى الصورة، وانتشرت بعد ذلك على عدة مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.

ووصفت قناة "هالك تي في" التركية الصورة بأنها "فضيحة دبلوماسية".

يُذكر أن لواء اسكندرون يقع شمال غربي سوريا على البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحته 4800 كيلومتر مربع، وكان تابعًا لولاية حلب خلال الحقبة العثمانية. ويضم حاليًا مدنًا وبلدات مهمة مثل أنطاكية وإسكندرون والريحانية وقراخان.

ويعتبر اللواء إحدى أبرز القضايا الإشكالية بين سوريا وتركيا بين عامي 1916 و1939، حيث حظيت المنطقة بحكم ذاتي يتبع للحكومة السورية بعد انهيار الدولة العثمانية، قبل أن تُعاد إلى الدولة السورية عام 1926.

وفي عام 1937، أصدرت فرنسا قرارًا من عصبة الأمم المتحدة أعطى لواء إسكندرون حكمًا ذاتيًا، وربطه شكليًا بالحكومة السورية في دمشق، قبل أن تدخله القوات التركية عام 1938.

وفي عام 1939، أجرت تركيا استفتاء في اللواء أشرفت عليه فرنسا، وأظهرت نتائجه قبولًا شعبيًا بضمه رسميًا إلى تركيا، وهو ما حدث رغم السخط العربي والتشكيك في نتائج الاستفتاء. ولا يزال اللواء حتى اليوم ضمن الأراضي التركية تحت مسمى "إقليم هاتاي".

لقاء بين الشرع وعبدي

عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعًا في دمشق، الثلاثاء 7 تشرين الأول.

وأكدت وكالة "فرانس برس" على صفحتها في "إكس"، نقلًا عن مصدر حكومي، أن اللقاء هو الثاني من نوعه منذ آذار الماضي.

ونقلت "فرانس برس" عن مصدرين أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر.

وأعلنت "الإدارة الذاتية" على "إكس" أن الطرفين ناقشا تعديل دستور البلاد، معتبرة أن "هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد".

كما تمت مناقشة مبدأ دمج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات الأمن الداخلي ضمن إطار وطني موحّد، وهو ما وصفه الوفد بأنه خطوة نحو تشكيل "جيش منظم وفعّال يخدم حماية جميع السوريين".

ودعا الوفد إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري في شمال شرقي سوريا وحلب، مؤكدًا ضرورة أن "يعيش جميع السوريين في بلد آمن".

وأوضح حساب "اتصالات شمال وشرق سوريا" أن المباحثات تطرّقت كذلك إلى قضية عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تُعد "قضايا رئيسة لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا".

مشاركة المقال: