ألقت قوى الأمن الداخلي القبض على سامر عمران، وهو شخصية بارزة متهمة بالمسؤولية عن الملف الأمني وعمليات الاغتيال في محافظة درعا. ينحدر عمران من قرية عين البيضا في ريف اللاذقية.
صرح مصدر في وزارة الداخلية، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، لوكالة عنب بلدي أن الاعتقال تم يوم الأربعاء 8 تشرين الأول، بعد فترة طويلة من الاختباء. وأوضح المصدر أن الاعتقال تم خارج محافظة درعا، دون تحديد المحافظة التي جرى فيها.
يُتهم عمران بتنفيذ عمليات تعذيب ممنهجة بحق معارضين لنظام الأسد، وإخفاء عشرات الأشخاص في السجون التي كان يديرها في مدينة درعا. كما يُعتبر من المتورطين الرئيسيين في اغتيال وقتل ناشطين ومقاتلين سابقين في صفوف المعارضة في درعا وريفها، ضمن سلسلة من الانتهاكات التي وثقتها جهات محلية خلال سنوات الثورة.
من هو سامر عمران؟
سامر عمران هو ملازم أول من قرية عين البيضا في ريف اللاذقية، وكان ضمن مرتبات فرع الأمن العسكري بدرعا. عاصر العميد وفيق الناصر، الرئيس السابق لفرع الأمن العسكري في درعا، والعميد لؤي العلي، الذي ترأس الفرع حتى سقوط الأسد، وفقًا لمراسل عنب بلدي في درعا.
عمل عمران كمحقق في الأمن العسكري، واشتهر بدمويته ودوره في احتجاز المدنيين والمعارضين، بالإضافة إلى دوره في التخطيط لعمليات الاغتيال بعد تسوية تموز 2018.
وبحسب المراسل، عارض عمران خروج قوات المعارضة في 7 كانون الأول عام 2018، عندما أبرم لؤي العلي اتفاقًا مع قيادات المعارضة العسكرية في الجنوب السوري يقضي بتأمين خروج آمن لعناصر المعارضة مع أسلحتهم وسياراتهم مقابل تسليم المدينة. وأضاف المراسل أن عمران أطلق الرصاص العشوائي في المدينة تعبيرًا عن رفضه للاتفاق. كما كان المسؤول المباشر عن المجموعات التابعة للأمن العسكري بعد التسوية ويشرف على عملها بشكلٍ مباشر.
مواصلة ملاحقة المتهمين
تواصل وزارة الداخلية السورية حملتها الأمنية لملاحقة المسؤولين عن الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان خلال فترة حكم النظام السابق. نفذت قوى الأمن الداخلي سلسلة من العمليات خلال الأشهر الماضية، وتمكنت من اعتقال عدد من القياديين السابقين في ميليشيات النظام، والمتورطين في التعذيب والاغتيالات والاعتداء على المدنيين في مختلف المحافظات.
في اللاذقية، أعلنت الوزارة في 19 أيلول الماضي عن اعتقال النقيب منذر عباس ناصر، المسؤول السابق في "ميليشيا الدفاع الوطني"، والمتهم بتنفيذ مجازر بحق المدنيين والتعاون مع قيادات مسلحة خارج البلاد.
وفي حمص، في 21 أيلول الماضي، تم القبض على شادي بجبوج الملقب بـ"العو" وشقيقه وسام، القياديين في "الأمن العسكري"، المتورطين بعمليات اغتيال وابتزاز في درعا، وكان لهما دور في معارك مدينة طفس ودرعا البلد.
كما أعلنت الوزارة في 11 أيلول الماضي عن القبض على ما وصفته بـ"خلية إرهابية تابعة لميليشيا حزب الله" في ريف دمشق الغربي، بعد متابعة دقيقة أسفرت عن ضبط صواريخ وأسلحة وذخائر.
وفي تموز الماضي، أعلنت الوزارة أن قوى الأمن الداخلي في محافظة طرطوس تمكنت من إلقاء القبض على العقيد الركن ثائر حسين، أحد معاوني مدير سجن صيدنايا، والمتورط بجرائم حرب وانتهاكات بحق السوريين.
تؤكد الداخلية استمرار جهودها لضمان محاسبة جميع من "تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء"، وفقًا لبياناتها عبر معرفاتها الرسمية، مؤكدة أن "الحق لا يموت مهما طال الزمن، وأن كل ظالم سيواجه العدالة في نهاية المطاف".