الخميس, 9 أكتوبر 2025 09:10 PM

السويداء: تحديد موعد استئناف امتحانات الثانوية وسط تساؤلات حول الاعتراف الرسمي

السويداء: تحديد موعد استئناف امتحانات الثانوية وسط تساؤلات حول الاعتراف الرسمي

أعلنت مديرية التربية والتعليم في السويداء اليوم عن استئناف امتحانات الشهادة الثانوية لطلاب المحافظة اعتباراً من 8 تشرين الثاني القادم، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وذكر موقع أن المديرية ستعلن تفاصيل الامتحانات في وقت لاحق، وذلك بعد أن حالت الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة في تموز الماضي دون استكمال آلاف الطلاب لامتحاناتهم بعد تقديمهم لمادة واحدة فقط.

ولم تعلق وزارة التربية والتعليم السورية على إعلان إجراء الامتحانات في السويداء، وما إذا كانت هذه الامتحانات ستحظى باعتراف رسمي، والجهة التي ستشرف على وضع الأسئلة ومراقبة الامتحانات.

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 5800 طالب وطالبة في السويداء سجلوا لامتحانات الثانوية العامة، منهم 3095 طالباً وطالبة في الفرع العلمي، و1765 في الفرع الأدبي و1014 في الفرع المهني، موزعين على 57 مركزاً امتحانياً في المحافظة بحسب موقع "".

وكانت وزارة التربية قد أعلنت في 16 تموز الماضي تأجيل امتحانات الثانوية في السويداء لمادة اللغة الإنكليزية، ثم أجلت امتحان اللغة العربية وامتحان اللغة الفرنسية والروسية، قبل أن تعلن رسمياً تأجيل كافة المواد المتبقية في الامتحانات.

وأوضحت الوزارة أن قرار التأجيل جاء نظراً للأحداث المؤسفة في السويداء، وحرصاً منها على سلامة الطلاب، مؤكدة أنها ستصدر لاحقاً إعلاناً عن المواعيد الجديدة للامتحانات.

وفي أيلول الماضي، أصدرت بياناً أعلنت فيه جاهزيتها لتوفير فرصة لعقد الامتحانات، بما يضمن استمرار المسيرة التعليمية دون انقطاع، معربة عن التزامها بتأمين بيئة آمنة ومهيأة تتيح للطلاب أداء امتحاناتهم مع مراعاة أعلى معايير الجودة والعدالة التربوية، مؤكدة أن حق الطالب في التعليم مقدس، وأن المحافظة ستعمل للحفاظ على حقوق الطلاب وتقديم الدعم اللازم لضمان تحقيق طموحاتهم العلمية في ظل ظروف مستقرة ومحفّزة.

وخلال الأشهر الماضية ناشد طلاب السويداء في أكثر من مناسبة اتخاذ خطوات تضمن متابعة دراستهم ودعوا لتحييد الملف التعليمي عن الخلافات السياسية، وقد نفذ طلاب وطالبات وعدد من المدرسين في مدينة "" بريف السويداء اليوم وقفات احتجاجية، طالبوا خلالها بالحق في التعليم وإصدار قرارات واضحة بدوام جميع المدارس أو إيقافها، لا سيما بعد أن تحولت عدة مدارس في السويداء إلى مراكز إيواء لاستقبال النازحين من الريف.

قضية تسييس التعليم ومعاناة الطلاب بسبب الانقسام السياسي والجغرافي ليست جديدة في سوريا، ففي عهد نظام بشار الأسد عانى طلاب الشمال السوري في إدلب وريف حلب من عدم اعتراف الحكومة المركزية بشهاداتهم الصادرة عن حكومتي الإنقاذ والمؤقتة، وكان الطلاب يعانون من مخاطر العبور نحو مناطق سيطرة النظام لتقديم الامتحانات ونيل شهادات مصدقة من وزارة التربية في دمشق.

ومن المفترض أن الحكومة الحالية تملك فهماً عميقاً لمشكلة تأثير الانقسام السياسي على الملف التعليمي، نظراً لأن كثيرين من كوادر السلطة الحالية عايشوا تجربة الطلاب في الشمال السوري والشهادات التي كانت لا تحظى باعتراف رسمي سواءً في المرحلة الثانوية أو الجامعية، ما يستدعي إيجاد حلول لأزمة طلاب السويداء اليوم تجنّبهم تكرار تجربة طلاب الشمال خلال السنوات الماضية.

وشهدت محافظة "" في تموز الماضي معارك دامية أودت بحياة مئات المدنيين، بين القوات الحكومية ومسلحي العشائر من جهة وبين فصائل السويداء المحلية من جهة أخرى، انتهت بخروج القوات الحكومية من المدينة وانتشارها في عدد من قرى الريف الغربي والشمالي للمحافظة، وتوقف منذ ذلك الحين عمل الدوائر الحكومية في المحافظة التي باتت منقطعة عن الحكومة المركزية في دمشق.

مشاركة المقال: