أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على متانة العلاقات بين موسكو ودمشق، مشيراً إلى أنها تستند إلى "الصداقة التاريخية والثقة المتبادلة". وأضاف أن روسيا تتعامل مع القيادة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بـ"روح التعاون الصادق"، بعيداً عن المصالح الآنية والتكتيكات الانتهازية.
وفي مقابلة مع برنامج نيوزميكر على قناة RT، أوضح لافروف تطورات العلاقة مع سوريا بعد انتقال السلطة، مؤكداً استمرار التواصل بين البلدين وتعزيزه مع بدء المرحلة الانتقالية.
بوتين يتصل بالشرع ووفد روسي يزور دمشق لمراجعة المشاريع المشتركة
كشف لافروف عن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتصال بالرئيس السوري أحمد الشرع فور توليه منصبه. كما أشار إلى زيارة وفد حكومي روسي رفيع المستوى إلى دمشق في بداية العام الجاري لتقييم المشاريع المشتركة التي بدأت في عهد النظام السابق، مع مراعاة متطلبات المرحلة الجديدة.
وشدد على حرص موسكو على مواصلة التعاون في قطاعات الطاقة والزراعة والصناعة، مؤكداً على ضرورة "إعادة هيكلة بعض المشاريع القديمة لتتماشى مع الواقع السوري الراهن".
لقاءات دبلوماسية متواصلة وتحضيرات للقمة الروسية – العربية
أشار الوزير الروسي إلى سلسلة من اللقاءات الثنائية التي جمعت وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بنظيره الروسي في أنطاليا وموسكو، بالإضافة إلى اجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد لافروف أن موسكو تتطلع إلى زيارة الرئيس أحمد الشرع لحضور القمة الروسية – العربية المقرر عقدها في 15 أكتوبر، واصفاً القمة بأنها "مفصلية" في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين روسيا والعالم العربي، ومؤكداً أن المشاركة السورية ستكون "استراتيجية".
لافروف: الوجود العسكري الروسي يتحول إلى دور إنساني وتنموي
أوضح لافروف أن روسيا لا تسعى إلى تواجد عسكري دائم في سوريا، مشيراً إلى أن "استمرار هذا الوجود مرهون برغبة القيادة السورية". وأضاف أن الوجود الروسي لم يعد عسكرياً صرفاً، بل يتم إعادة تشكيله ليصبح ذا طابع إنساني وتنموي، بما في ذلك اقتراح تحويل بعض القواعد الروسية إلى مراكز إنسانية بالتعاون مع دول الخليج.
تحذير من تفجير الملف الكردي.. ورسالة إلى إسرائيل
أعرب الوزير الروسي عن قلق بلاده من محاولات إحياء مشاريع "الحكم الذاتي الكردي"، محذراً من أنها قد تشعل أزمات متسلسلة في المنطقة. وأكد أن "الحل يجب أن يكون سوريًا ووطنيًا، لا مفروضًا من الخارج".
وفيما يتعلق بالجنوب السوري، أكد لافروف تفهّم روسيا للمخاوف الأمنية لدى إسرائيل، لكنه رفض فكرة المناطق العازلة أو فرض الأمر الواقع، مشدداً على أن وحدة الأراضي السورية "خط أحمر".
تقرير حقوقي يتهم روسيا بارتكاب انتهاكات جسيمة في سوريا خلال العقد الماضي
تزامنًا مع الذكرى العاشرة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريرًا اتهمت فيه موسكو بالضلوع في ارتكاب انتهاكات واسعة ترقى إلى "جرائم حرب".
ووفقًا للتقرير، أسفر التدخل الروسي – الذي بدأ في 30 سبتمبر/أيلول 2015 – عن مقتل 6993 مدنيًا، بينهم 2061 طفلًا و984 امرأة، بالإضافة إلى توثيق 363 مجزرة و1262 هجومًا على منشآت مدنية، من بينها 224 مدرسة و217 منشأة طبية و61 سوقًا شعبيًا.
وأشار التقرير إلى أن روسيا استخدمت حق النقض "الفيتو" 18 مرة في مجلس الأمن لحماية النظام السوري، وساهمت بشكل كبير في تقويض جهود المساءلة الدولية.
كما طالبت الشبكة الحكومة الروسية بتقديم اعتذار رسمي وتعويض الضحايا، بالإضافة إلى تسليم بشار الأسد الذي فر إلى روسيا بعد سقوط نظامه في ديسمبر/كانون الأول 2024.