قُتل ماهر كهنوش، المعروف بلقب "أبو محمد جباب"، صباح اليوم الجمعة 10 تشرين الأول، نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في بلدة جباب بريف درعا الشمالي، حسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في درعا. وأكد المراسل أن كهنوش قُتل على الفور جراء الانفجار، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى لحظة كتابة هذا الخبر.
ينحدر كهنوش من بلدة جباب، وكان قد انضم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2015، وتولى لاحقًا منصب "أمير الحسبة" في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي خلال فترة سيطرة التنظيم على المنطقة. اختفى كهنوش عن الأنظار بعد اتفاق التسوية الذي جرى في تموز 2018 بين قوات النظام السوري والمعارضة، والذي أنهى وجود التنظيم في الجنوب السوري، قبل أن يعود اسمه للتداول في الأشهر الأخيرة مع تصاعد عمليات الاغتيال التي تستهدف شخصيات سابقة في فصائل المعارضة والتنظيم على حد سواء.
تشهد محافظة درعا حالة من الانفلات الأمني، تتكرر فيها عمليات الاغتيال التي تستهدف مقاتلين سابقين في المعارضة، وعناصر في قوات النظام، ومدنيين، دون إعلان أي جهة مسؤوليتها في معظم الحالات.
تصاعد في وتيرة العمليات
شهدت حوادث الاغتيال في محافظة درعا جنوبي سوريا تصاعدًا ملحوظًا، واستهدفت مؤخرًا عناصر في قوى الأمن الداخلي وناشطين إعلاميين. من أبرز هذه الحوادث استهداف دورية أمنية في 12 حزيران الماضي على طريق مساكن جلين بعد خلاف مع قيادي سابق في "الجيش الحر". وفي 10 حزيران الماضي أيضًا، قُتل عنصر من قوى الأمن الداخلي في بلدة حيط في ريف درعا الغربي، وسبق ذلك بأيام استهداف عنصرين على طريق مساكن جلين.
وثقت عنب بلدي 15 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال منذ مطلع حزيران الماضي، دون تبني أي جهة لعمليات الاغتيال المذكورة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير. لم تقتصر عمليات الاغتيال على عناصر الأمن، إذ قُتل الناشط الإعلامي عبد الرحمن الحريري وشخص آخر كان برفقته في 10 حزيران الماضي. وفي 24 أيلول الماضي، اغتال مجهولون شرعيًا يعمل في قوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية. وأفاد مراسل عنب بلدي حينها أن مجهولين اغتالوا الشرعي محمد الخطيب على طريق اليادودة- المزيريب في ريف درعا الغربي، حيث استهدف المسلحون بالرصاص المباشر قرب محطة وقود "الدرة" جنوب بلدة المزيريب.
كما تعرض القيادي السابق في "حركة أحرار الشام" في درعا، منيف مثقال القداح، المعروف بـ"منيف الزعيم"، لمحاولة اغتيال هي الأولى من نوعها في مدينة درعا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في 1 أيلول الماضي. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا حينها أن الزعيم، وهو عضو لجنة العلاقات العامة في حملة "أبشري حوران"، أصيب بطلق ناري في رأسه وفي عموده الفقري، ونُقل إثرها إلى المشفى الوطني بدرعا، ثم نقل إلى مشفى المجتهد في دمشق، وكان بحالة صحية خطرة.