الأحد, 19 أكتوبر 2025 01:10 AM

جمعة مباركة: تأملات في التقوى والإحسان وأثرها في حياتنا

جمعة مباركة: تأملات في التقوى والإحسان وأثرها في حياتنا

يوم الجمعة، كما يذكرنا المهندس نضال رشيد بكور، هو تذكير لطيف بأن الطريق إلى الله لا يُقاس فقط بطول السجود، بل بحضور القلب أثناء السجود، وبعمق النية التي تفيض رحمة على الخلق. فالتقوى ليست خوفًا يكتم الأنفاس، بل هي وعي يحررنا من الزيف، وهي أن نرى الله في كل شيء، فنستحي أن نسيء حتى في الخفاء.

الإنسان التقي ليس من يبتعد عن الشر خوفًا من العقاب، بل من يختار الخير لأنه يليق بروحه. التقوى نور يسكن الداخل، والإحسان هو أثر هذا النور عندما يفيض على الآخرين. ما أجمل أن نعيش بين التقوى والإحسان، في توازن يجعلنا نرضي الله بحبنا للناس، ونرضي الناس بما نستنير به من الله.

في هذا اليوم المبارك، لنتذكر أن أجمل ما نقدمه لأنفسنا هو عمل صالح يتعدى نفعه حدودنا. أن نحسن القول لمن جفا، وأن نغفر لمن أساء، وأن نصنع معروفًا لا يُذكر في زمن لم يعد الناس يعطون إلا بثمن. يوم الجمعة ليس مجرد موعد للدعاء، بل فرصة لمراجعة قلوبنا: هل أحسنا كما يحسن الله إلينا؟ هل زكينا أرواحنا بالصدق، كما نزكي أموالنا بالعطاء؟ هل ما زلنا نعامل الضعيف برحمة لا تنتظر المقابل؟

اللهم في هذا اليوم، اجعلنا من الذين إذا ذُكر اسمك وجلت قلوبهم، وإذا ذُكر الإحسان تذكروا أنفسهم بين المحسنين، وإذا مروا بالناس، مروا بخير وسلام. جمعة تتنزل فيها السكينة على القلوب الذاكرة، وتُغسل فيها الأرواح بندى الطهر، فطوبى لمن أخلص نيته، وأحسن في سره وعلنه، وجعل من عطائه عبادة ومن قلبه طريقًا إلى الله.

(أخبار سوريا الوطن2-الكاتب)

مشاركة المقال: