السبت, 11 أكتوبر 2025 11:32 PM

اجتماع أنقرة: هل ينجح في تثبيت اتفاق آذار وتأمين الحدود السورية التركية؟

اجتماع أنقرة: هل ينجح في تثبيت اتفاق آذار وتأمين الحدود السورية التركية؟

تتجه الأنظار غداً الأحد إلى أنقرة، حيث يُعقد اجتماع أمني رفيع المستوى بين مسؤولين من تركيا وسوريا. يعتبر هذا الاجتماع، بحسب مراقبين، الأهم منذ بدء مسار الاتصالات بين البلدين قبل عامين بوساطة روسية وإيرانية.

يأتي اللقاء في ظل ظرف سياسي وأمني حساس، يشهد تحولات متسارعة في شمال وشمال شرق سوريا، واشتباكات متقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقوات السورية، وجهود مستمرة من واشنطن.

أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية يوم السبت، بمشاركة وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والسوري أسعد الشيباني، بالإضافة إلى وزيري الدفاع يشار غولر من الجانب التركي ومرهف أبو قصرة من الجانب السوري، ورئيسي جهازي الاستخبارات إبراهيم قالن وحسين السلامة. يعكس هذا الطابع الأمني والعسكري للاجتماع، ومن المتوقع أن تتصدر ملفات مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود، وآليات التنسيق الأمني جدول المباحثات، في ظل سعي أنقرة لإعادة صياغة سياستها السورية بما يوازن بين متطلباتها الداخلية وتطورات الميدان.

رسائل تركية واضحة

قبل الاجتماع، وجّه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رسائل واضحة خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره السوري أسعد الشيباني، داعياً قسد إلى “التخلي عن أجندتها الانفصالية”، ومؤكداً أن دمشق قادرة على مواجهة تنظيم داعش بمفردها. تشير هذه التصريحات إلى رغبة تركية في إعادة تموضع القوى المحلية والإقليمية داخل المشهد السوري، بهدف الحد من النفوذ المدعوم غربياً.

يأتي هذا الموقف التركي بعد إعلان قسد ودمشق عن اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في شمال وشمال شرق سوريا، عقب اشتباكات محدودة شهدتها محافظة حلب مؤخراً. من المرجح أن يشكل هذا الاتفاق أحد المحاور الرئيسية للنقاش في اجتماع أنقرة، سواء لجهة تثبيت الهدوء الميداني أو منع تمدد الصراع نحو الحدود التركية.

أكدت الخارجية التركية في بيانها أن الوزير هاكان فيدان سيلتقي بنظرائه السوريين في إطار اجتماع التعاون الأمني، بمشاركة وزيري الدفاع ورئيسي جهازي المخابرات التركيين.

وأضاف الوزير التركي أن “على الدول الأجنبية مراجعة سياساتها في سوريا في ضوء هذه التطورات”، في إشارة إلى التغيرات الميدانية والسياسية الأخيرة في شمال وشمال شرق البلاد.

ذكرت تقارير إعلامية أن الاجتماع المرتقب في أنقرة يأتي في سياق جهود تهدئة الأوضاع الميدانية بعد المواجهات الأخيرة، بينما أكدت مصادر دبلوماسية أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى أنقرة قبل أيام مهدت لعقد هذا اللقاء، حيث ناقش الجانبان الملف الأمني ووجه الوزير فيدان رسالة حاسمة إلى “قسد” مفادها أن تركيا لن تقبل بأي “تقسيم أو فوضى قرب حدودها الجنوبية”.

مشاركة المقال: