السبت, 18 أكتوبر 2025 01:29 PM

مجموعة "بريكس" تتحدى العقوبات الأمريكية وتؤسس لنظام تجاري بديل

مجموعة "بريكس" تتحدى العقوبات الأمريكية وتؤسس لنظام تجاري بديل

اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قد تمكن من تجاوز العقوبات الاقتصادية، وهو اعتراف دفع العديد من المحللين إلى التأكيد على أن موجات العقوبات الأمريكية المتتالية تتحطم تدريجياً على صخرة مجموعة "بريكس".

يشير صعود هذه المجموعة، التي تستحوذ على الحصة الأكبر من التجارة العالمية، إلى تأسيس نظام بديل للمؤسسات الغربية التي تديرها أمريكا، مما يجعل العقوبات الاقتصادية، مهما تعددت وتنوعت، غير ذات جدوى.

ولأن الدولار هو السلاح الأمضى لأمريكا للسيطرة على التجارة العالمية على مدى العقود الماضية، فقد قررت دول مجموعة "بريكس" منذ سنوات التحرر من هذه القبضة ومواجهة هذا السلاح الأمريكي بآليات فعالة، من أبرزها التبادل التجاري بالعملات المحلية والرقمية، وتأسيس نظام جديد بديل لنظام سويفت، يكون أسهل وأسرع، وإحداث مؤسسة نقدية بديلة لصندوق النقد الدولي.

ومما يؤكد فعالية الآليات الجديدة لمجموعة "بريكس" هو تهديد الرئيس ترامب المتكرر بمعاقبة الدول التي ستتخلى عن التعامل بالدولار، وقد نفذ ترامب تهديده في الأشهر الماضية، لكن مجموعة "بريكس" ردت على العقوبات الجديدة بعقد قمة استثنائية تتيح تحطيمها على صخرتها الصلبة، كما فعلت مع العقوبات السابقة.

لا يخفى على أحد أن حرب الرسوم الجمركية التي شنها ترامب على العالم تستهدف بشكل أساسي دول مجموعة "بريكس"، ولا يهم أمريكا التأثير السلبي لهذه الرسوم على حركة التجارة العالمية، فالمهم بالنسبة لترامب ابتزاز كل من يسعى للتحرر من العقوبات والدولار!

والسؤال المطروح: هل ستنجح أمريكا من خلال حرب الرسوم والعقوبات والإجراءات "الرادعة" في منع دول "بريكس" من المضي قدماً بتأسيس نظام بديل للتجارة العالمية بمنأى عن سطوة الدولار؟

صحيح أن أمريكا ستحارب بقسوة كل دولة أو مجموعة تنافس التجارة الأمريكية، لكن الواقع يؤكد أن هذه المنافسة قائمة على مدى السنوات القليلة الماضية وتمارسها بحرفية عالية دول مجموعة "بريكس"، والدليل تحطم العقوبات الأمريكية والأوروبية على صخرتها الصلبة.

إن مطالبة ترامب باسترداد القاعدة الأمريكية السابقة في أفغانستان، ومحاولة إسقاط النظام في إيران وتقوية حلف الناتو لمحاصرة روسيا والضغط على الهند، وإشغال الصين بتايوان وبإشعال الفوضى على امتداد طريق الحرير، ليست سوى محاولات مستميتة لمنع دول "بريكس" من استبدال نظام التجارة الأمريكي بنظام يحقق المنافسة والمساواة للجميع.

الخلاصة: رأى الرئيس البرازيلي أن فرض أمريكا الرسوم الجمركية على الآخرين بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي من حق هذه الدول إيجاد نظام بديل لنظام التجارة القائم حالياً، وإيجاد الآليات البديلة للتخلص من العقوبات والتحرر من قبضة الدولار.

(أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: