الأحد, 12 أكتوبر 2025 04:38 PM

اللاذقية تحت وطأة الخوف: إضراب المدارس مستمر بانتظار أخبار عن الطفل محمد

اللاذقية تحت وطأة الخوف: إضراب المدارس مستمر بانتظار أخبار عن الطفل محمد

يشهد الإضراب في مدارس محافظة اللاذقية تبايناً ملحوظاً، حيث يستمر منذ يوم الأحد، بعد أن بدأ يوم الخميس الفائت، وذلك على خلفية حادثة اختطاف الطفل “محمد قيس حيدر” من أمام مدرسته في مدينة اللاذقية.

“سمر”، وهي أم لثلاثة أطفال يدرسون في مدارس مختلفة باللاذقية، ذكرت أنها أوصلت أطفالها هذا الصباح، إلا أنها أعادتهم إلى المنزل بسبب قلة عدد التلاميذ الحاضرين. وأضافت لـ”سناك سوري” أن ابنها الصغير كان من المفترض أن يداوم بعد الظهر، لكنها لم ترسله أيضاً.

وبالمثل، لم يرسل إبراهيم ابنته إلى المدرسة، حيث كان الطريق خالياً من الأطفال، معرباً عن مخاوفه من استمرار الانفلات الأمني، خاصة بعد سماعه خبر فقدان الاتصال مع سيدة في الدعتور، الحي القريب من حي المنتزه حيث يعيش.

يسود الوضع نفسه في العديد من المدارس في مدينة جبلة وفي ريفي اللاذقية وجبلة، وسط استمرار المخاوف من الانفلات الأمني، وتضامناً مع عائلة الطفل المختطف الذي لم ترد عنه أي معلومات حتى اليوم، بعد مرور نحو 5 أيام على اختطافه.

معلمة في إحدى مدارس مدينة اللاذقية، فضلت عدم الكشف عن اسمها، صرحت لـ”سناك سوري” أنها لم ترسل طفلها إلى المدرسة، بينما هي ذهبت للدوام نتيجة التشديد الكبير عليهم. وأضافت أنها تعلم الصف الرابع، وعادة ما يضم الصف نحو 50 طالباً، لم يحضر منهم سوى 5 اليوم، أحدهم ابن معلمة في المدرسة.

وقدرت المعلمة عدد طلاب المرحلة الأولى الذين داوموا اليوم بأقل من ربع عددهم الفعلي. بينما ذكرت مديرة إعدادية أن عدد الطالبات اللواتي التزمن بالدوام اليوم في المدرسة بأكملها لا يتجاوز 25 طالبة، من أصل 800 طالبة.

بالتزامن مع ذلك، شهدت بعض الصفحات المحلية تحريضاً كبيراً بحق المعلمين والطلاب المضربين عن الدوام، وسط حملة تخوين كبيرة ومطالبات بمعاقبة كل معلم ومعلمة استجابوا للإضراب، الأمر الذي يزيد من تفاقم المشكلة.

وفي الوقت نفسه، شهدت مدينة اللاذقية حادثة اختفاء جديدة لسيدة، حيث أكدت مصادر مقربة من “سمر اسماعيل” فقدان الاتصال بها منذ ظهر أمس السبت في حي الدعتور.

التربية تؤكد على الالتزام بالدوام

في غضون ذلك، صرح مدير التربية في اللاذقية، “وليد كبولة”، في بيان: «بخصوص الحادثة المؤسفة المتعلقة بخطف الطفل “محمد قيس حيدر”، نود أن نوضح أن الجهات الأمنية المختصة تتابع عملها بشكل مكثف في التحقيق في ملابسات هذه الجريمة، وتبذل قصارى جهدها للوصول إلى الفاعلين وإعادة الطفل إلى أحضان عائلته بأسرع وقت ممكن».

وأكد البيان على «أهمية الالتزام بالدوام الرسمي في كافة المدارس ضمن مدينة اللاذقية، مع أخذ الحيطة والحذر، والتعاون مع الأجهزة المختصة في حال توفر أي معلومات قد تساهم في سير التحقيق»، متمنياً عودة الطفل إلى ذويه سالماً بأسرع وقت ممكن.

الشيخ هادي قنجراوي: ثقافة العلم هي ما يحتاجه المجتمع

وكان الشيخ “هادي قنجراوي” أحد مشايخ الطائفة العلوية، قد قال في بيان سابق يوم الجمعة، إن قضية اختطاف الطفل “محمد حيدر”، إنسانية لا تحمل أي بعد طائفي أو سياسي، مضيفاً أن الهدف من الإضراب والاعتصام هو الضغط على الخاطفين لإعادة الطفل، وتنبيه السلطة الحالية إلى زيادة حجم الجريمة في المحافظات السورية.

وأضاف أنه ليس مع استمرار الإضراب عن المدارس، «لأن ثقافة العلم هي أهم ما يحتاجه المجتمع في هذه المرحلة الحساسة»، وقال إن «ثقافة الإضراب السلمي والاعتصام السلمي اللا عنفي هو أمر يدعو للفخر ويدعونا لأن نتمسك بالتماسك المجتمعي، ففي وقفة يوم الخميس السلمية كان المسيحي والسني والعلوي لا لأجل السياسة ولا لأجل الطائفة وإنما لأجل الإنسان».

احتياطات في المدارس

أعلنت إعدادية “جهاد خير بك” في مدينة جبلة عن عدة إجراءات لضمان أمن الطلاب، مثل إحضار الأهالي لأطفالهم إلى المدرسة قبل الساعة 7.30 صباحاً، وعدم دخول الأهالي إلى حرم المدرسة، وعدم حضور أي شخص لأخذ الطالب سوى أهله حصراً وللحالات الطارئة.

بين مخاوف الأهالي على أطفالهم بعد خطف “محمد”، واستمرار حالة الاختفاء لنساء، تعيش اللاذقية حالة من الترقب والقلق، بانتظار أن تحمل الساعات المقبلة خبراً مطمئناً عن “سمر” و”محمد” معاً، يعيد بعض الطمأنينة إلى مدينة باتت تخاف على أبنائها في طريق المدرسة.

مشاركة المقال: