الإثنين, 13 أكتوبر 2025 12:33 AM

تفاصيل جديدة حول انهيار اتفاق السلام السوري الإسرائيلي: طلب إسرائيلي 'مثير للجدل' كان السبب

تفاصيل جديدة حول انهيار اتفاق السلام السوري الإسرائيلي: طلب إسرائيلي 'مثير للجدل' كان السبب

كشفت صحيفة واشنطن تايمز أن المحادثات بين سوريا وإسرائيل، والتي أحرزت تقدماً ملحوظاً نحو اتفاق عُرف إعلامياً بـ "خارطة طريق السويداء"، قد تعثرت في اللحظات الأخيرة بسبب خلافات داخلية لدى الطرفين، وتحديداً بسبب طلب إسرائيلي وُصف بأنه مثير للجدل.

وأوضحت الصحيفة في تقرير بقلم فون كوكاين أن الاتفاق، الذي اكتملت ملامحه الرئيسية بعد جولات مفاوضات متعددة بوساطة أميركية، يتضمن بنوداً أساسية مثل إنشاء منطقة عازلة جنوبي سوريا، والعودة إلى حدود اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وتوفير حماية موسعة للطائفة الدرزية في المنطقة.

ووفقاً للصحيفة، كان من المتوقع أن يعلن الرئيس السوري أحمد الشرع رسمياً عن إبرام الاتفاق خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي. إلا أن مطالبة إسرائيل بفتح "ممر إنساني" إلى محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، أدت إلى انهيار جهود إعلان الاتفاق.

وترى الصحيفة أن هذا الطلب الإسرائيلي مرتبط بمخاوف داخلية تتعلق بالطائفة الدرزية التي يزيد عددها عن 100 ألف مواطن داخل إسرائيل. ويعتقد مراقبون أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإرضاء هؤلاء المواطنين من خلال التأكيد على التزامها بحماية الدروز في سوريا، في ظل الصراع الداخلي المستمر هناك.

وحذر خبراء استراتيجيون من أن الممر الإنساني المقترح غير عملي من الناحية الأمنية، لأنه يجب أن يمر عبر محافظة درعا، وهي منطقة ذات أغلبية سنية، مما يجعل القوافل عرضة لهجمات محتملة من جماعات معادية.

ويرى الباحث أحمد الشراوي أن هذا الطلب يأتي من باب "المناورة السياسية الداخلية" أكثر مما هو خيار واقعي على الأرض، خاصة أن إسرائيل تؤكد التزامها بحماية الدروز السوريين، وتدخلت عسكرياً لصالحهم عندما اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية السورية وقبائل بدوية ومليشيات درزية في السويداء.

ورغم أن حكومة الشرع أظهرت رغبة واضحة في إبرام الاتفاق، فإن ماضي الشرع كقيادي في جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة يثير مخاوف جدية لدى إسرائيل، التي تشكك في تخلي الشرع عن خلفيته الجهادية، كما تقول الصحيفة الأميركية.

أما على الجانب السوري، فقد تغير المشهد السياسي الشعبي في البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. وبعد أن كانت إيران العدو الأكبر في نظر السوريين، فإن التحركات الإسرائيلية الأخيرة في غزة واستمرار احتلالها للجولان عمقت الكراهية الشعبية تجاه تل أبيب، بحسب استطلاعات حديثة.

مع ذلك، تشير التقارير إلى أن الحكومة السورية تتخذ نهجاً براغماتياً، وتبدو مستعدة للمضي قدماً في الاتفاق بغض النظر عن الرأي العام الداخلي، في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي وإعادة رسم موقع سوريا الإقليمي.

ويؤكد تشارلز ليستر، مدير مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط، أن سوريا وافقت بالفعل على الاتفاق، وقامت بتقديم تنازلات كبيرة كانت ستعتبر في السابق مرفوضة شعبياً.

لكن رغم هذا التقدم، لا تزال مسألة الاعتراف الرسمي بإسرائيل بعيدة المنال، إذ صرح الشرع لمسؤولين أميركيين أن سوريا تختلف عن الدول العربية التي وقعت على "اتفاقيات أبراهام"، بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض سورية في الجولان.

في النهاية، يرى مراقبون أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، فإما أن تختار إسرائيل المسار الدبلوماسي وتوقع الاتفاق، وإما أن تستمر في سياسة إضعاف سوريا والحفاظ على حالة الانقسام والفوضى فيها، رغم أن ضغط الإدارة الأميركية لاتخاذ الخيار الأول، حسب ليستر.

(aljazeera)

مشاركة المقال: