في خطوة ملهمة، حوّلت المهندسة الزراعية السورية، شهد ديب، البالغة من العمر 27 عامًا، البطالة إلى منصة لخدمة مجتمعها. فبدلًا من الاستسلام لصعوبة إيجاد فرص عمل بعد التخرج، اتجهت شهد إلى صناعة محتوى زراعي متخصص يهدف إلى دعم المزارعين ورفع مستوى الوعي الزراعي.
شهد، التي تنحدر من قرية جب رملة بسهل الغاب، أوضحت في حديث لمنصة إخبارية أنها أطلقت مبادرتها الفردية عبر منصات التواصل الاجتماعي، إيمانًا منها بأهمية هذه المنصات في الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور. وأضافت: "اخترت وسائل التواصل الاجتماعي لقربها وانتشارها بين مختلف الأعمار والخلفيات، من الفلاحين إلى المهندسين الزراعيين، فهي وسيلة فعالة لنقل المعلومة الزراعية بسرعة وبأسلوب مبسط يساهم في رفع الوعي وتعزيز المعرفة الزراعية".
بعد تخرجها قبل نحو ثلاث سنوات، لم تجد شهد فرصة عمل في مجالها، ما دفعها إلى استثمار وقتها ومعرفتها لخدمة الآخرين. وتشير إلى أنها كرست خبرتها لخدمة المجتمع من خلال إنتاج محتوى يهدف إلى مساعدة المزارعين في تحسين إنتاجهم والتعامل مع التحديات الزراعية اليومية.
وفي سعيها لتقديم المعلومة بأسلوب يتناسب مع الواقع الزراعي، حرصت المهندسة على تبسيط المفاهيم العلمية لتناسب البيئة الريفية التي تستهدفها. وتقول: "أنا أعرف لهجة المزارع وأعرف ما هو الأقرب إليه، فقررت أن أخاطبه بلغته، وابتعدت عن المصطلحات والأساليب العلمية المعقدة".
تؤكد شهد أن هدفها الأساسي هو تقريب المعلومة للمزارع وتمكينه من تطبيقها عمليًا دون أن يعيقه التعقيد الأكاديمي أو اللغة التقنية، معتبرة أن نجاح مبادرتها يقاس بمدى تأثيرها في تحسين واقع الزراعة ودعم المنتجين المحليين.
على الرغم من أن رحلة شهد لا تزال في بدايتها، إلا أن تجربتها أصبحت نموذجًا ملهمًا لجيل الشباب السوري الذي يسعى إلى تحويل التحديات إلى فرص، وتوظيف المعرفة لخدمة المجتمع بطرق مبتكرة وواقعية.