عُقد اليوم في دمشق اجتماع تشاوري عبر الفيديو بين مسؤولين سوريين ووفد من شركتي (CCECC) للإنشاءات الهندسية المدنية و (CRCC) لبناء السكك الحديدية الصينيتين، لمناقشة فرص التعاون في مشاريع النقل البري والسكك الحديدية وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية للنقل في سوريا.
أكد وزير النقل خلال الاجتماع على أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي، خاصة مع الدول الصديقة مثل الصين، مشيراً إلى أن المشاريع قيد الدراسة والتنفيذ حالياً تعتبر أساساً لعملية إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية، وتسهم في تعزيز موقع سوريا الجيوسياسي كممر استراتيجي للتجارة والنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. وأوضح أن الوزارة تسعى لجعل مشاريع النقل محركاً تنموياً يدعم الاقتصاد الوطني، ويخلق فرص عمل، ويسهم في التنمية المتوازنة في جميع المحافظات.
من جهته، قدم الوفد الصيني عروضاً فنية لمشاريع الشركتين العالمية في مجال النقل، مثل خط القطار فائق السرعة جاكرتا–باندونغ في إندونيسيا، والطريق السريع شرق–غرب في الجزائر، بالإضافة إلى مشاريع مترو في عدة عواصم. واستعرض مدير النقل البري في وزارة النقل، علي أسبر، المشاريع الوطنية الجاري تنفيذها أو قيد الدراسة، مؤكداً على أهمية موقع سوريا الجغرافي كحلقة وصل إقليمية ودولية، ودور مشاريع النقل في دعم التجارة وتسهيل الحركة محلياً وعبر الحدود.
استعرضت الوزارة عدداً من المشاريع الكبرى قيد الدراسة والتنفيذ في قطاع النقل البري، بما في ذلك:
- الطريق السريع شمال–جنوب: من الحدود التركية إلى الأردنية، مروراً بمحافظات إدلب وحماة وحمص ودمشق وريفها ودرعا، مع دراسة إمكانية امتداده إلى مدينة حلب.
- مشروع الربط السككي الإقليمي: لربط شبكة السكك الحديدية السورية بدول الجوار ضمن ممر شمال–جنوب يربط أوروبا بالخليج وخليج العقبة.
- نقل الفوسفات بالسكك الحديدية من مناجم مهين إلى ميناء طرطوس.
- مشاريع مترو وقطارات إقليمية في دمشق.
- مشاريع رقمية تشمل منصة إلكترونية لنقل البضائع، وتسجيل المركبات إلكترونياً، وأنظمة حجز ودفع التذاكر، وربط المقاييس الإلكترونية في المرافئ والمعابر.
كما ناقش الطرفان سبل رفع كفاءة النقل السككي بسرعة تصل إلى 250 كم/ساعة، مع التأكيد على أن التنفيذ يعتمد على الدراسات الاقتصادية والتمويل المتاح.
حضر الاجتماع من الجانب السوري معاون الوزير لشؤون النقل البري محمد رحال، ومستشاره للنقل المستدام سنان الخير، ومستشارته للتحول الرقمي ريا عرفات، ومدير التخطيط والإحصاء علي خوالدي، ومدير التعاون الدولي إياد الأسعد. ومن الجانب الصيني، شارك عدد من المديرين التنفيذيين من الشركتين. يأتي هذا الاجتماع في إطار التوجه نحو تطوير البنية التحتية لقطاع النقل في سوريا، والاهتمام المتبادل بمناقشة مشاريع استراتيجية، مما يعكس الانفتاح على الاستثمارات الدولية في مرحلة إعادة الإعمار.