الخميس, 16 أكتوبر 2025 12:51 AM

محافظة حلب تحظر إطلاق الألعاب النارية دون ترخيص رسمي استجابة لشكاوى الأهالي

محافظة حلب تحظر إطلاق الألعاب النارية دون ترخيص رسمي استجابة لشكاوى الأهالي

أصدر محافظ حلب، عزام الغريب، تعميمًا يقضي بمنع إطلاق الألعاب النارية في الأماكن العامة والخاصة دون الحصول على ترخيص مسبق. وقد نشرت محافظة حلب هذا التعميم، الصادر عن الغريب يوم الأربعاء الموافق 15 من تشرين الأول، مؤكدة على ضرورة الالتزام والتقيد بالتعليمات، ومحذرة من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.

يأتي هذا التعميم استجابة لتزايد الشكاوى المتعلقة بالأصوات المزعجة والمخاطر التي تسببها الألعاب النارية، خاصة على الأطفال وكبار السن والمرضى. وقد أوضح الغريب عبر خاصية "الستوري" على "إنستجرام" أن هذا القرار جاء بناءً على مطالبات الأهالي ومتابعة شكاواهم المتعلقة بـ "الإزعاج والمخاطر". وأكد أن الهدف الأساسي من هذا التعميم هو الحد من هذه الظاهرة، وحماية السكان، وضمان سلامتهم.

شكاوى متكررة من سكان حلب

تلقت عنب بلدي خلال الأشهر الماضية شكاوى متكررة من سكان حي المريديان، بسبب الإزعاج الناتج عن استخدام الألعاب النارية والمفرقعات خلال حفلات الأعراس والمناسبات التي تقام في فندق "شهبا حلب".

أوضح محمد صائغ، أحد سكان الحي، أن الأصوات الناتجة عن المفرقعات تتكرر بشكل شبه يومي خلال موسم الأعراس، وتستمر أحيانًا حتى ساعات متأخرة من الليل، مسببة إزعاجًا للأهالي والمسنين في المنطقة. واعتبر أن بيع الألعاب النارية مستمر منذ سنوات دون رقابة فعلية، مشيرًا إلى أن ضبط الظاهرة يتطلب متابعة ميدانية من الجهات المختصة، وليس الاكتفاء بإصدار التعميم.

كما ذكرت سمر نجار، من الحي ذاته، أن هذه الأصوات تتسبب بحالة خوف لدى الأطفال، وأن غياب الرقابة زاد من تفاقم المشكلة في الأشهر الأخيرة. ولفتت إلى أن انتشار الألعاب النارية في الأعراس والمناسبات يعكس رغبة بعض السكان في التعبير عن الفرح بوسائل بسيطة بعد سنوات الحرب، لكنه في الوقت نفسه مصدر إزعاج ومخاطر، ما يجعل من تنظيم استخدامها خطوة ضرورية لتحقيق التوازن بين الفرح والسلامة العامة.

وفي حي الأصيلة وشارع السجن القديم القريبين من قلعة حلب، رصدت عنب بلدي شكاوى مشابهة من السكان، حيث عبّروا عن انزعاجهم من الألعاب النارية التي ترافق المهرجانات والفعاليات المقامة قرب القلعة أو ضمن المقاهي. أشار مصطفى قطاية، المقيم في حي الأصيلة، إلى أن الأصوات الصادرة عن المفرقعات تشبه الانفجارات، وتثير القلق بين السكان الذين ما زالوا يتأثرون بأصوات الحرب.

الأهالي يطالبون بتطبيق التعميم

تحدث عبد القادر بودقة، من سكان شارع السجن، عن أصوات متكررة في ساعات المساء تصل إلى الأحياء الداخلية وتثير الفزع لدى الأطفال. كما أفاد سكان من الأحياء الشرقية، مثل صلاح الدين وبستان القصر، أن المفرقعات تستخدم أحيانًا خارج المناسبات. وبحسب الأهالي، تستخدم من قبل الأطفال والشبان، ما يزيد من حالة القلق العام.

ورغم الترحيب بالتعميم بمنع الألعاب النارية، عبّر عدد من الأهالي الذين تواصلت معهم عنب بلدي عن تخوفهم من أن يبقى التعميم الجديد من دون تنفيذ فعلي. واستشهد الأهالي بقرارات سابقة أعلنت عنها المحافظة، من بينها قرار منع بيع السجائر في الأكشاك و"البسطات" وحصرها في مراكز البيع المرخصة، والذي لم يطبق على نحو واسع حتى الآن. وتضمن التعميم الذي صدر في أيلول الماضي، منع بيع السجائر و"الأراكيل" في الأكشاك والأرصفة ومحال البقالة.

ويخشى سكان المدينة أن يواجه قرار تنظيم الألعاب النارية المصير ذاته، في ظل ضعف المتابعة الميدانية وغياب الرقابة اليومية. واعتبروا أن التطبيق الجاد هو المعيار الحقيقي لنجاح أي إجراء يهدف إلى الحد من الظواهر المزعجة أو الخطرة داخل المدينة.

المكتب الصحفي في محافظة حلب أشار لعنب بلدي إلى أنه من المتوقع أن يتضمن التعميم الجديد آلية لترخيص وضبط بيع واستخدام الألعاب النارية. وأضاف أنه من بين الإجراءات التي يمكن اتباعها تشديد الرقابة على الأسواق الشعبية التي تنتشر فيها هذه المواد في مختلف أحياء المدينة.

التعميم جاء بعد شكاوى متكررة

يأتي التعميم الجديد بعد منشور سابق لغريب، نشر نهاية أيلول الماضي عبر صفحته الرسمية، أشار خلاله إلى ورود شكاوى متكررة من الأهالي حول ظاهرة الألعاب النارية وما تسببه من إزعاج ومخاطر، ولا سيما للأطفال وكبار السن. وتحدث المحافظ حينها عن أصوات الصخب في ساعات متأخرة من الليل وما تسببه من إقلاق لراحة السكان.

وأكد أن معالجة هذه الظواهر تبدأ من الإحساس بالمسؤولية والتعاون الجماعي، مشددًا على أن "الوعي المجتمعي هو الأساس في مواجهة الأزمات المحلية". ودعا غريب حينها الأهالي إلى تقديم مقترحاتهم حول السبل الكفيلة بتنظيم الظاهرة والحد منها، لا سيما مع اقتراب العام الدراسي الجديد.

حلب.. جدل حول قرار حظر بيع التبغ في الأكشاك والبقاليات
مشاركة المقال: