في رد على شكاوى الأهالي المتزايدة من تراكم القمامة في شوارع المدينة، أوضح رئيس مجلس بلدية دير الزور، ماجد حطاب، لمنصة “سوريا 24” أن الوضع الحالي يتجاوز قدرات البلدية، مؤكدًا بدء التنسيق مع الجهات الداعمة. وأشار إلى أن تراكم القمامة لم يعد مجرد مشكلة نظافة، بل هو نتيجة مباشرة لسنوات من الدمار ونقص التمويل والكوادر، وهو ما تسعى البلدية لاحتوائه من خلال خطة عاجلة بالتعاون مع منظمات دولية.
وكشف حطاب عن مشروع لترحيل النفايات وتدارك نقص الكوادر، موضحًا أنه بموجب قرار صادر عن وزير الإدارة المحلية، عادت مصلحة التنظيفات إلى إدارة البلدية. وأضاف: "نعمل حاليًا على جرد الآليات المعطلة التابعة لها، والتي تبيّن أنها كثيرة جدًا، فلا يتوافر حاليًا سوى ضاغطتين اثنتين وثلاث جرّارات صالحة للعمل فقط".
وأشار إلى تعاون منظمة أوكسفام مع البلدية في مشروع لترحيل النفايات من حيَّي الجورة والقصور، مضيفًا أنه أنهى اجتماعًا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، تم خلاله الاتفاق على تنفيذ مشروع لترحيل 5000 طن من النفايات من هذين الحيَّين، اللذين يعتبران الأكثر ازدحامًا في المدينة. كما تم الاتفاق مع المحافظة على تعيين مشرفين خاصين لمراقبة أعمال المصلحة، نظرًا لعدم توفّر الكوادر الكافية حاليًا.
من جهته، وصف زياد عكل، المقيم في حي الجورة بدير الزور، الوضع بأنه ناتج عن الدمار الكبير الذي شهدته المدينة، حيث تم تدمير 24 حيًا سكنيًا من أصل سبعة وعشرين، وتدمير البنية التحتية لهذه الأحياء، مما أدى إلى اكتظاظ سكاني كبير في الأحياء المتبقية. وأضاف أن قلة الآليات الخاصة بنقل القمامة ومحدودية عدد الحاويات فاقمت من الأزمة، مشيرًا إلى قلة الدعم المالي المخصص للمدينة واعتمادها على المنظمات.
بدوره، أكد عمر خطاب، أحد سكان دير الزور، أن الوضع سيئ جدًا في المدينة والريف الخاضع لسيطرة الحكومة السورية، مشيرًا إلى عدم التزام السكان برمي القمامة في الأماكن المخصصة وعدم قدرة البلديات على اللحاق بحجم المشكلة. وأشار إلى لجوء البعض إلى ترحيل القمامة نحو مناطق البادية الشرقية، وهو ما لا يحل المشكلة بسبب انتشار الروائح الكريهة والغازات المنبعثة.
وفي الأرياف التابعة لدير الزور، وصف خطاب الوضع بأنه أسوأ بكثير من المدينة، مؤكدًا غياب أي التزام أو نشاط من البلديات في إزالة القمامة، مما أدى إلى تراكمها في مواقع متعددة. ويُشار إلى أن العديد من المناطق المدمرة في مدينة دير الزور تُستخدم اليوم كمكبات عشوائية للنفايات.