الخميس, 16 أكتوبر 2025 03:38 AM

ورشة عمل في دمشق تبحث دور الإعلام في التوعية بالصحة النفسية ومكافحة الوصمة

ورشة عمل في دمشق تبحث دور الإعلام في التوعية بالصحة النفسية ومكافحة الوصمة

بالتعاون بين الهيئة الطبية الدولية (IMC) ووزارتي الصحة والإعلام في سوريا، نُظمت ورشة عمل بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يوافق العاشر من تشرين الأول سنويًا. الورشة، التي حملت عنوان "دور الإعلام في صون الحق في التعافي"، شهدت حضور عنب بلدي يوم الأربعاء الموافق 15 من تشرين الأول، ومشاركة متخصصين في الصحة النفسية وممثلين عن جهات حكومية معنية، مثل وزارة الداخلية (الخدمات الطبية) والتعليم العالي.

هدفت الورشة إلى تعزيز دور الإعلام في رفع مستوى الوعي بالصحة النفسية، والحد من الوصمة المرتبطة بها، وضمان الوصول العادل إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي (MHPSS) خلال حالات الطوارئ، بالإضافة إلى تحديد استراتيجيات عملية لمشاركة إعلامية مسؤولة وفعالة.

دور أساسي للإعلام

أكد معاون وزير الإعلام، عبد الله الموسى، على أهمية دور الإعلام في تعزيز الوعي العام نحو الشفاء والتعافي، وتحمل مسؤولية تناول الأخبار بدقة. وأشار إلى أن الممارسات الإعلامية خلال سنوات حكم النظام السابق ساهمت في ترسيخ الصورة النمطية السلبية عن العيادات النفسية، وجعلت الاعتراف بالضعف مدعاة للخجل، مما أدى إلى تفاقم الأحكام المسبقة وإضعاف التعاطف ونشر الجهل. وأبدى الموسى استعداد الوزارة لتنظيم ورشات تدريبية بالتعاون مع المختصين النفسيين والصحيين، ووضع كافة الأدوات الإعلامية المتاحة للوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور، وتقديم المعلومات حول الأمراض النفسية وسبل العلاج والتعافي وأماكن ووسائل الخدمات الصحية المتاحة.

كما دعا المنظمات والجهات الصحية إلى تقديم الدعم للصحفيين السوريين، الذين يعتبرون من أكثر الفئات التي تعرضت للصدمات، مؤكدًا على ضرورة تهيئة بيئة عمل صحية في المؤسسات الإعلامية.

"الصحة العالمية" تؤكد دعم الإعلاميين نفسيًا

من جانبه، تحدث مسؤول الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية بدمشق، الدكتور نبيل سمرجي، عن التطورات التي تشهدها سوريا في مجال الصحة النفسية، وأهمية دور الإعلام في دعم هذا التحول. وأشار إلى أن نقل الأخبار بطريقة غير مسؤولة قد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للأفراد، خاصة في الحالات المتعلقة بالانتحار. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تفعيل اللجنة الوزارية التي تضم وزارات الإعلام والتربية والصحة والطوارئ والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية، بهدف جعل الصحة النفسية مسؤولية جماعية.

وأوضح سمرجي أن المنظمة تعمل في إطار "التواصل حول المخاطر والمشاركة المجتمعية" (RCCE)، وهي طريقة ممنهجة لنقل مخاطر أي جانب صحي، بعد تصميم المواد العلمية بطريقة مفهومة للأفراد. وشدد على أهمية وجود مادة خاصة للإعلاميين لتأهيلهم حول كيفية التعامل الإعلامي مع قضايا الصحة النفسية، وكشف عن دراسة أجرتها المنظمة مؤخرًا لرصد الوصمة عند زيارة الإعلاميين لمراكز الصحة النفسية، وأظهرت النتائج أن الوصمة موجودة حتى بين العاملين في القطاع الإعلامي.

وأكد سمرجي على ضرورة دعم الإعلاميين نفسيًا، لأنهم يتعرضون للاحتراق الوظيفي والصدمة الثانوية نتيجة تغطيتهم لأحداث صادمة ومؤلمة في سوريا.

وانتقد الدكتور نبيل سمرجي اعتماد الإعلاميين على مبدأ "السبق الصحفي" خلال الكوارث، ودعاهم إلى التركيز على الشخص المقابل وتجنب التسبب بأي أذى نفسي له.

"الصحة" تصوب بعض المفاهيم

أوضح رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة، الدكتور أحمد سلامة، خلال الورشة، الدور المزدوج للإعلام في الصحة النفسية، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يكون أداة قوية للتوعية وتعزيز الدعم، أو أداة لتعزيز الوصمة ونشر المعلومات الخاطئة. واستعرض سلامة أهم المفاهيم التي تحتاج إلى تصويب، مثل التشويه أو التعميم المبالغ فيه، واستخدام لغة غير دقيقة أو مهينة.

وقدم أحمد سلامة عدة نصائح لتصحيح هذه المفاهيم، منها استخدام لغة دقيقة ومحترمة، والتركيز على التوعية والخدمات وآلية الوصول للخدمة، وعرض قصص التعافي والدعم النفسي، والدقة في نشر الأرقام والبيانات، واستشارة خبراء الصحة النفسية قبل نشر المعلومات، ومواجهة الصور النمطية والأفكار المضللة بشجاعة.

ركزت الورشة على أهمية ضمان الوصول العادل والمستدام لخدمات الصحة النفسية خلال الأزمات، وعلى ضرورة تأهيل وتدريب مقدمي الرعاية النفسية في المراكز الصحية. واختتمت أعمالها بتقديم عدد من التوصيات، كتدريب الإعلاميين بشكل منهجي على اضطرابات النفسية والإسعاف النفسي، واعتماد دليل وطني لتأهيل العاملين في الإعلام، وإنشاء قسم متخصص بالإعلام الصحي النفسي، ووضع معايير للتغطية الإعلامية المسؤولة، وإطلاق برامج توعوية لمحاربة الوصمة وتعزيز التعافي.

ثماني عادات يومية لتعزيز الصحة النفسية
مشاركة المقال: