الخميس, 16 أكتوبر 2025 11:35 AM

بعلبك تحت السيطرة: الجيش يطيح برؤوس كبيرة ويضيّق الخناق على العصابات والمخدرات

بعلبك تحت السيطرة: الجيش يطيح برؤوس كبيرة ويضيّق الخناق على العصابات والمخدرات

شبكة أخبار سوريا والعالم/ تشهد منطقة بعلبك – الهرمل منذ أسابيع تحولات أمنية متسارعة، حيث كثّف الجيش عملياته بهدف فرض النظام والقضاء على الفوضى المستمرة منذ سنوات.

أفادت مصادر أمنية لـ”لبنان24″ بأن الجيش يفرض سيطرته الكاملة على المنطقة بعد سلسلة من العمليات الدقيقة في أحياء المدينة وبلداتها الحدودية، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدل الجريمة نتيجة للملاحقات المستمرة للمخلين بالأمن والمطلوبين الخطرين.

تشير المعلومات إلى أن عملية دقيقة نفذها الجيش مؤخرًا كانت نقطة تحول في استعادة الأمن، حيث تمكنت الوحدات العسكرية من تفكيك آخر معاقل العصابات التي كانت تفرض “الخوات” على التجار وأصحاب المحال، والقبض على أبرز المطلوبين الذين كانوا يهددون القوى الأمنية علنًا، مما أنهى مرحلة “السطوة” التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة. وأكد مصدر أمني لـ”لبنان24″ أن الجيش ومديرية المخابرات حسما مسألة الفلتان الأمني، مشيرًا إلى أن الدوريات اليومية التي ينفذها الجيش في شوارع بعلبك أصبحت جزءًا ثابتًا من خطة الانتشار لضمان استمرار الأمن في الأسواق والأحياء الحيوية.

أصحاب المحال التجارية، الذين عانوا طويلًا من الابتزاز والتهديد، لاحظوا تراجعًا كبيرًا في حالات الترهيب، مما شجعهم على إعادة فتح متاجرهم واستئناف نشاطهم التجاري تدريجيًا، وفقًا لمصدر محلي لـ”لبنان24″.

ملاحقة المروّجين وتضييق الخناق على شبكات المخدرات

بالإضافة إلى ملف العصابات، يواجه الجيش تحديًا آخر يتمثل في ملاحقة تجار ومروجي المخدرات الذين ينشطون في بعض القرى على أطراف بعلبك والهرمل. وبحسب معلومات أمنية خاصة لـ”لبنان24″، كثفت وحدات من المخابرات عمليات الدهم في الأيام الأخيرة ضمن خطة شاملة تهدف إلى قطع خطوط التوزيع المحلي والحد من التهريب عبر المعابر غير الشرعية. وتشير المعطيات إلى توقيف العشرات من المروجين والمصنعين المحليين خلال الأسابيع الماضية، وتطويق مزارع الحشيشة غير الشرعية في عدد من المناطق الجبلية.

كما نجحت القوى الأمنية في مصادرة كميات من الكبتاغون وحبوب الهلوسة كانت معدة للتهريب، مما يؤكد أن المعركة مع شبكات المخدرات في مراحل متقدمة.

وحسب معلومات “لبنان24″، اعتمد الجيش في عملياته الأخيرة سياسة “التقدّم بالتفاهم”، حيث يمنح مساحة للحوار مع وجهاء القرى والعقلاء المحليين قبل تنفيذ أي خطة أمنية، لتجنب الاشتباكات والحفاظ على السلم الأهلي. وأكد المصدر أن هذه المقاربة فعالة في تسليم المطلوبين طوعًا وتخفيف التوتر داخل البلدات التي كانت مغلقة أمام الدولة لسنوات طويلة.

قائد الجيش يشرف على العمليات

يشرف قائد الجيش العماد رودولف هيكل شخصيًا على العمليات الجارية في بعلبك – الهرمل، ويتابع مع غرفة العمليات الميدانية أدق التفاصيل. وقد وجه العماد هيكل تعليمات واضحة لقيادة المنطقة بضرورة ضبط الأمن من دون أي تهاون، مع الحرص على حماية الأهالي والتجار وطمأنتهم بأن الدولة عادت فعليًا إلى المنطقة.

بهذه التطورات، تطوي بعلبك صفحة طويلة من الخوف والفوضى. فمن إنهاء سطوة العصابات إلى ضرب شبكات التهريب والمخدرات، يؤكد الجيش أن المنطقة باتت تحت السيطرة التامة، وأن الأمن لم يعد شعارًا مؤقتًا، بل واقعًا ميدانيًا راسخًا. وإذا استمر هذا الزخم الميداني كما تشير المعلومات، فإن بعلبك تستعيد وجهها الطبيعي كمدينة للحياة، لا ساحة للتهديد.

مشاركة المقال: